محمد البكر- اليوم السعودية-
وكأننا في آخر الزمان، فهذا خائن يتحدث عن الأمانة، وذاك جبان يتشدق بالشجاعة، وتلك امرأة فاجرة تتحدث عن الطهارة. زمن يخرج علينا فيه حمد بن جاسم، مخطط النذالة الذي خون الابن على أبيه، وارتمى في حضن الصهاينة في وقت مبكر، وابتكر مشروع شراء الذمم بالمال الفاسد. ليقدم النصح لمن هم أكبر منه ومن قيادته حكمة وخبرة وأمانة وشرفا. هذا الفاسد سبق وأن دعم الفوضى التي دمرت دولا عربية قوية كالعراق وليبيا، ومول الجماعات الإرهابية كالنصرة في سوريا، وحاول المساس بأمن مصر العروبة وبالبحرين والكويت، وشارك في جريمة التآمر على أمن المملكة ووحدتها، وكان عنصرا في مؤامرة لاغتيال الملك عبدالله - يرحمه الله -. فهل يعقل أن يأتي اليوم ليخرج علينا مقدما النصح لأسياده!!.
نعم، إننا في آخر الزمان، فتلك «القبيحة» تتكلم عن الإنسانية وهي تعلم كم ارتكبت الميليشيات المدعومة من إيران الفارسية من جرائم قتل وتشريد في بلدها وفي سوريا والعراق، فلم تتكلم ولم تنتقد ولم تزبد أو تنهق كما تنهق اليوم.
لقد فاتهم جميعا أن المملكة ليست من ورق لتهتز بنسمة هواء ملوث بغاز المؤامرات، ولا هي ببلد يقوده الأجانب ويتحكمون في مصيره بينما شعبه مثل الطرشان في الزفة. المملكة راسخة، وجذورها ضاربة في أعماق الأرض، تستمد قوتها من ثقتها بالله، ثم بشعب نبيل ناضج عاقل، يدافع عن وطنه دون أن يطلب منه. فـ«الحمية الوطنية» لهذا الشعب، شكلت درعا منيعا أمام هذه الحملة المسعورة الهادفة للنيل من وطنه وقيادته.
الدول تقوم وتستقر على قوة شعوبها. ولهذا قولوا ما شئتم وتآمروا كيفما تريدون فالجبهة الداخلية العتيدة، هي من سترد عليكم وتعيدكم إلى جادة صوابكم. وطننا وشعبنا أقوى من مؤامرة كبارالدول، وأكثر رجاحة من صغار العقول والرجولة من أمثال ذلك العراب الخائن.. ولكم تحياتي