ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

مُشكلتهم السعودية وليس «القضية»!

في 2018/10/29

عبدالسلام المنيف- الحياة السعودية-

من الغريب حقاً أن تَرى وفوداً إسرائيلية، ومُنتخبات رياضية، وأساتذة جامعيين، وأعلام إسرائيل ترفرف في قطر، ووفود ورئيس وزراء إسرائيل وزوجته في عُمان، وعلاقات اقتصادية وديبلوماسية، وسفارة وتَبادلا تجاريا وعسكريا إسرائيليا مع تُركيا، ولا ترى أي تَعليق مِمن يدعون الغيرة على القُدس الشريف والقضية الفلسطينيّة، بينما لو مرت طائرة إسرائيلية على حواف الأجواء السعودية فقط، اتهموها بالتطبيع وبيع «القضية الفلسطينية».

لا أعتقد أن وطني بِحاجة إلى زخم إعلامي، كما يفعل البعض عِندما يُقدم فقط بِضع حروف تِجاه القضية الفلسطينيّة، ولا يُقدم ولو جُزءا بَسيطا مِما قدمته السعودية تِجاه الإخوان الفلسطينيين وقضيتهم التي طالما كانت قضيتنا في سطور المَحافل الدوليّة.

إن غباء أغلب مِمن وظفتهم المُنظمات الاستخباراتية ليكونوا أعداء للمملكة ويحاولوا تَجريمها وإخراجها من ثوب السلام، هُم أنفسهم من كانوا يمدحون خُطوات السعودية تِجاه وقفاتها مع إخوانها العرب والقضية الفلسطينيّة، ولكن سُرعان ما غيّروا أقوالهم، وباعوا شرف حَرفِهم، حتى يتسنى لهم البقاء في رَخاء المال، بَعيداً عن أوطانهم، والتي لم يُسخروا لها الوقت والاهتمام مِثلما سخروه في مُراقبتنا.

لقد أصبحت مُحاولاتهم البائسة لِرمي العار علينا، عِند كُل حدث يَقع، مكشوفة تماماً ولا تُلقي المملكة أي أهمية لها، وخير دَلائل ذَلك لا تُعد ولا تُحصى، لأننا أصبحنا نَعي ونَعلم أننا المُشكلة التي تُوضع في حين لا تُوجد مُشكلة، وأننا المُجرمون في حين لا تُوجد جريمة، وأننا المُطبِعون عِندما يُطَبِع غَيرُنا، وكُل ذَلك وأكثر لأننا السعوديّة، ولأننا السعودية كذلك، فَيجب أن نَضحك بِشدة على شِعاراتهم الزائفة، وادِّعاءاتهم الكاذبة، وقَلقِهم المزعوم تِجاه القضايا والأحداث، والتي يَتدخلون فِيهَا فقط إن وَجدوا ثَغرة إلقاء اللوم والهجوم على السعوديّة.

فِعلاً لا تَهمهم «القضية» بِقدر ما يهتمون لَنا، فالقضية الفلسطينيّة سابقاً وقضية مقتل جمال خاشقجي حالياً ليستا إلاّ تِجارتين يَتبايعون فِيهما مِن أجل مُحاولة ابتزازنا سياسياً واقتصادياً، وهذا الحُلم بالتحديد لن يَتحقق لَهم، فَالشامِخون لا يَصلهم الأذِلاء.