ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

على خُطا الرياض وأبوظبي.. شاهد: السيسي يغازل قطر

في 2018/11/06

وكالات-

بعد تصريحات مماثلة وجهها مسؤولون في السعودية والإمارات، جاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليغازل دولة قطر، في بادرة تشير إلى تغيير نهج "دول الحصار" لإنهاء حصارها على الدوحة.

ففي تصريح له ضمن جلسة حوارية بمنتدى شباب العالم، الذي انطلق بمنتجع شرم الشيخ (شرق) السبت الماضي وينتهي الأربعاء، وبثها التلفزيون الحكومي اليوم الاثنين، قال الرئيس المصري، إن بلاده مع استقرار دول الخليج "وبينها قطر؛ لأن المنطقة لا تتحمل عكس ذلك".

ورداً على سؤال بشأن دعم مصر للمملكة العربية السعودية، قال السيسي: "ألا يكفي (حالة) عدم الاستقرار بالمنطقة ونحن نرى ما فيها؟".

حديث السيسي عن دولة قطر بشكل إيجابي أمر غير معهود؛ فمصر من بين الدول الأربع، بالإضافة إلى السعودية والإمارات والبحرين، التي فرضت حصاراً على قطر منذ يونيو 2017.

وتأتي تصريحات السيسي في ظل ما تتداوله وسائل إعلام أمريكية عن بدء البيت الأبيض الضغط من أجل إيقاف حصار قطر.

وتساءل الرئيس المصري أيضاً: "أحافظ على المملكة (السعودية) والإمارات والكويت وقطر أم لا؟"، مجيباً عن تساؤله: "أحافظ على كل دولة مستقرة؛ لأن المنطقة العربية لا تتحمل أكثر من هذا".

وقبل 10 أيام من حديث السيسي عن أهمية الاستقرار في قطر والمنطقة، كان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تحدث في منتدى مستقبل الاستثمار الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض، عن الاقتصاد القطري، الذي قال إنه قوي "وسيكون مختلفاً ومتطوراً بعد 5 سنوات".

وقال محمد بن سلمان حينها إن دول المنطقة هي (أوروبا الجديدة) اقتصادياً.

يذكر أن منطقة الخليج تمر بأسوأ أزمة في تاريخها؛ على إثر قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضها حصاراً عليها؛ بدعوى دعم الأخيرة لـ "الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة، مؤكدةً أنها تواجه "حملة افتراءات وأكاذيب" تهدف إلى سلبها القرار الوطني.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلت عن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أن إدارته انضمت إلى حكومات المنطقة لدراسة تأثير وصمة قتل الصحفي جمال خاشقجي على السعودية، الذي قُتل في قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، وقدرة ولي العهد على الحكم، وكيفية الاستفادة من ضعفه المحتمل.

وقال الأشخاص المطلعون على طريقة تفكير إدارة ترامب إن هذا بالنسبة لإدارة ترمب يعني الضغط على ولي العهد لاتخاذ خطواتٍ لتسوية الحصار الذي تقوده السعودية على قطر، والحرب في اليمن.

بالإضافة إلى ولي العهد محمد بن سلمان، فإن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الإماراتي أنور قرقاش، خرجا بتصريحات تمدح قطر، وتدعو إلى تجاوز الأزمة معها!

الجبير تحدث، في أكتوبر الماضي، بكلام فيه الكثير من التودّد إلى دولتي قطر وتركيا، على خلاف ما جرت عليه عادة الدبلوماسية السعودية منذ حصار الدوحة.

وقال في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، على هامش "حوار المنامة"، الذي يُعقد سنوياً في البحرين: إن "تركيا دولة صديقة، والتنسيق العسكري مع قطر لم يتأثر بالتوترات".

وأضاف: "إن دول الخليج العربي، ومعها مصر والأردن، ماضية في المشاورات حول تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، المعروف باسم (ميسا)، أو (الناتو العربي)"، معرباً عن اعتقاده أن "النزاع مع قطر لن يكون له تأثير على التحالف".

وأشار إلى "وجود تمارين بين دول الخليج ومن بينها قطر، إضافة إلى وجود مسؤولين سعوديين في قاعدة العديد العسكرية القطرية"، مؤكداً أن "التحالف المرتقب لن يتأثر بالخلاف السياسي مع الدوحة".

وفي تغريدة لقرقاش نشرها بتاريخ 27 أكتوبر الماضي، قال: إن "الجبير ونظيره العُماني يوسف بن علوي اتفقا في ردودهما على محورية مجلس التعاون وديمومته، وقدرة المجلس على تجاوز أزمة قطر".