خالد السليمان- عكاظ السعودية-
أثبتت أزمة العلاقات مع قطر حاجة دول المقاطعة للتمسك أكثر بمطالبها، فالسلطة القطرية لم تفعل شيئا سوى تعزيز أسباب هذه المقاطعة وتأكيد مبررات ودوافع جيرانه، فالحرب الخفية التي كانت تقودها قطر ضد هذه الدول في المحافل الدولية للتأليب عليها وتشويه صورتها وتجنيد المنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية ضدها تحولت من الخفاء إلى العلن، بينما أصيبت أدواتها الإعلامية وعلى رأسها الجزيرة بحالة «سعار» ضد هذه الدول ومصالحها!
ما قامت به دول الخليج الثلاث بالإضافة لمصر لم يتجاوز إغلاق الباب من طرف واحد لكف الأذى دون أي استهداف للمصالح القطرية، لكن الطرف الآخر لم يتفرغ لنفسه وينشغل بمصالح شعبه، بل كرس كل طاقاته وجهوده وأمواله لتصعيد حربه ضد هذه الدول، ودس أنفه في حرب اليمن وقضية خاشقجي كما لو أنه أحد أطرافها!
ورغم ذلك فإن الدول الأربع نجحت كثيرا في هذه المصارحة في العلاقات المكشوفة مع قطر في كف آذاها، فمنذ بدأت هذه المقاطعة توقفت العمليات الإرهابية، وانحسر نشاط الخلايا المعارضة المستترة والمسلحة بعد قطع شرايين إمدادها بالحياة وإسقاط أقنعتها!
تأكيد السعودية ومصر خلال زيارة ولي العهد الأخيرة للقاهرة على التمسك بجميع مطالب إنهاء الأزمة ليس هدفه إطالة أمدها، بل الإشارة إلى أن تجاوز مسبباتها يكمن في الحلول الجذرية، خاصة وأن السلطة القطرية لم تظهر أي بوادر حسن نية لإقناع جيرانها بإصلاح العلاقات وتبديد المخاوف، بل على العكس زادت من شراسة استهداف مصالحهم والعمل ضدهم على كافة المستويات، وما تبني قناة الجزيرة القطرية وتوابعها لقضية خاشقجي بهذا الشكل الفج سوى دليل على أن بيت الداء القطري لا تعالجه المسكنات!
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.