وكالات-
تجري قطر عملية تعزيز واسعة لقواتها البحرية والجوية بأكثر من المثلين بحلول عام 2025، وبناء قاعدة بحرية جديدة، مع توسيع برامج التجنيد.
وخصصت الدوحة في الآونة الأخيرة، عشرات المليارات من الدولارات لشراء بعض من أكثر أنظمة الأسلحة تطورا في العالم.
وقال مسؤولون قطريون، إن عملية التحديث مخطط لها منذ عدة سنوات وتسبق الحصار الذي تقوده السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ يونيو/حزيران 2017 بسبب مزاعم بأن الدوحة تدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه قطر.
لكنهم قالوا لـ"رويترز"، إن الأزمة سلطت الضوء على ضرورة تعزيز القدرات الداخلية للبلاد، وأهمية تطوير قدراتها الدفاعية.
وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع "خالد العطية" خلال جولة إعلامية بالمنشآت العسكرية: "لا تريد أن تلقي العبء كله على عاتق أصدقائك وحلفائك... عند مرحلة ما ينبغي أن تقف وتدافع عن نفسك".
وأضاف "العطية: "لن نستقدم طيارين أجانب للتحليق بطائراتنا أو قيادة دباباتنا أو سفننا الحربية".
ووفق العميد "عيسى المهندي" الذي يشرف على برنامج "إف-15"، فإن الدفعة الأولى من ست طائرات "إف-15" ستصل في أوائل 2021 وسوف تستخدم كحد أدنى طاقما من طيارين اثنين من القوات الجوية الأمريكية ونحو عشرة متعاقدين حتى يتم تدريب مزيد من الطيارين القطريين.
ومنذ بداية الحصار، أعلنت قطر شراء ثلاثة أنظمة طائرات مقاتلة مختلفة بينها 36 طائرة أمريكية من طراز "إف-15"، و12 مقاتلة "رافال" فرنسية، و24 طائرة "يوروفايتر تايفون"، بريطانية الصنع.
وذكر متحدث باسم البحرية أنه من المتوقع زيادة عدد أفراد البحرية من نحو ثلاثة آلاف الآن إلى سبعة آلاف بحلول 2025. وستبدأ أعمال بناء قاعدة بحرية جديدة مترامية الأطراف جنوبي الدوحة في أوائل 2019.
وتهدف القاعدة لاستيعاب ستة آلاف شخص، وتشمل أربع سفن حربية إيطالية، ومنصة هبوط على سفينة برمائية عملاقة.
ويقول محللون إن القوى العاملة ستمثل تحديا كبيرا لقطر، بالنظر إلى قلة عدد السكان.
وقال الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "بيتر وايزمان" : "عليهم أن يبنوا قوات جوية وبحرية من الصفر وبعدد محدود للغاية من القطريين.. من أين سيأتوا بالقوى العاملة للقيام بذلك؟".
وأضاف: "إذا قارنت ذلك ببلجيكا أو السويد، والتي يبلغ عدد سكان كل منهما نحو عشرة ملايين نسمة ولدى كل منهما قوات مسلحة أصغر من حيث العتاد مقارنة بقطر، فستكون هذه مهمة صعبة للغاية".
ويبلغ عدد المواطنين القطريين أكثر من 300 ألف نسمة.
وتعمل الدوحة على تجنيد أكبر عدد ممكن من القطريين في القوات المسلحة.
وتم توسيع نطاق برنامج التجنيد الإجباري هذا العام إلى 12 شهرا من ثلاثة أشهر وسيبدأ البرنامج قبول تجنيد القطريات على أساس تطوعي للمرة الأولى العام المقبل.
وتستضيف الدوحة منذ أواسط التسعينيات مقر القيادة المركزية الأمريكية بالمنطقة، في قاعدة العديد التي تعتبر أكبر مخزن استراتيجي لتسليح القوات الأمريكية بالشرق الأوسط.