ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

أمير قطر حليم صبور ويمارس سياسة متزنة

في 2018/12/12

روب سوبهاني- واشنطن تايمز الأمريكية- ترجمة منال حميد-

قال روب سوبهاني، رئيس مجموعة بحر قزوين القابضة، في مقال له بصحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يمارس سياسة خارجية متزنة، وهو صبور وحليم وعلى الولايات المتحدة أن تتحالف معه، وإنه من المستحسن أن تعيد واشنطن تركيزها على هذا الأمير الشاب البالغ من العمر 38 عاماً.

وأوضح الكاتب أنه منذ تولي الأمير الشاب مقاليد السلطة خلفاً لوالده في العام 2013 فإنه مارس سياسة تقوم على تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وبيَّن أن الأمير تميم تقلَّد السلطة بطريقة سلسة، وما زال يحافظ على شراكة عسكرية قوية مع الولايات المتحدة، كما أنه أشرف على توسيع تلك العلاقات، في وقت تستضيف الدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، التي بدأت مرحلة جديدة من مراحل توسيعها لتكون قادرة على استضافة 5 آلاف جندي أمريكي.

ويشير الكاتب إلى أن الشيخ تميم رغم الحصار المفروض على بلاده من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فإنه مارس سياسة هادئة في التعامل فهو لم يأمر بقطع إمدادات الغاز عن الإمارات.

بل إن الزعيم الشاب، يضيف الكاتب، واصل العمل من أجل توفير الغاز للجارة الإمارات، وهذا العمل السياسي الذي قام به أمير قطر يؤكد أن بلاده تمتلك قدراً كبيراً من الموثوقية في توفير الغاز الطبيعي المسال للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، فهو لا يخلط السياسة بالعمل القائم على مبدأ توفير أهم سلعة حيوية للاقتصاد العالمي.

ويضيف سوبهاني أن أمير قطر يشاطر الولايات المتحدة التفكير المستنير بأن عدم الاستقرار والفقر في جزء من العالم يؤثر على الأجزاء الأخرى، وتحقيقاً لهذه الغاية أنشأ الشيخ تميم في العام 2017 التحالف العالمي للأراضي الجافة، الذي يتمثل في ضرورة تعزيز الأمن الغذائي في دول الأراضي الجافة، من خلال التكنولوجيا المبتكرة في مجالي الزراعة والأمن المائي.

يقول بدر الدفة، الذي يتولى مهمة المدير التنفيذي لبرنامج التنمية الزراعية وسبق له أن كان سفيراً لقطر في الولايات المتحدة: "إن رؤية الشيخ تميم تقوم على مبدأ تقديم الغذاء والمياه النظيفة والمحاصيل على مدار أيام السنة، باستخدام حلول الطاقة الذكية المتمثلة بالطاقة الشمسية، لمواطني بلدان الأراضي الجافة، في سبيل تحقيق الاستقرار العالمي طويل الأجل".

ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة تشاطر قطر الهدف المشترك المتمثل باستخدام الدبلوماسية بدلاً من الحرب لحل الصراعات العالمية المستعصية مثل النزاع في أفغانستان بين الحكومة وحركة طالبان، حيث سمح الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لطالبان بفتح مكتب تمثيل في بلاده، وهو ما سمح لموفد الولايات المتحدة لأفغانستان، زلماي خليل زاده، بإجراء محادثات مكثفة مع طالبان في الدوحة من أجل تحقيق السلام الدائم، وإذا ما تكللت تلك المباحثات بالنجاح، فإنها حتماً ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسمح للولايات المتحدة بوضع حد لحرب مكلفة استمرت 16 عاماً.

واعترافاً بنهج الشيخ تميم الحكيم والصبور والسياسي المتزن، فإن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكونغرس العمل معاً على مجموعة مبادرات لتقوية العلاقات مع قطر، ومن هذه المبادرات يحدد الكاتب:

أولاً: على الولايات المتحدة أن تصر على رفع الحصار المفرض على قطر ومن دون أي شروط مسبقة، فلمصلحة الأمن القومي الأمريكي يجب على الرئيس ترامب أن يدعو قادة دول الحصار لرفعه، ويوضح لهم أن واشنطن لن تتسامح بعد الآن مع هذا السلوك، وأن الذي يهدد الاستقرار الإقليمي هو إيران وليس قطر.

ثانياً: يجب على الكونغرس أن ينظر في إصدار قرار يقدم الدعم الكامل لاستضافة قطر لكأس العالم 2022، وهذا العمل التضامني مهم لأنه يبعث برسالة لخصوم الشيخ تميم الإقليميين أن واشنطن لن تتسامح مع أي جهود لتخريب هذا الحدث.

ثالثاً: ينبغي على الرئيس ترامب أن يطلب من وزير الطاقة ريك بيري الإسراع في التعاون مع قطر لتطوير الجيل القادم من تكنولوجيا الطاقة الشمسية، من أجل السماح للتحالف العالمي للأراضي الجافة الذي يوجد مقره في الدوحة بنشر أحدث جيل من هذه الطاقة في بلدان أفريقيا، حيث يعد هذا المشروع مشروعاً نبيلاً ويعزز الأمن في البلدان الأفريقية.

ويختم الكاتب مقاله بتأكيد أن الولايات المتحدة ستكون محظوظة، في ظل وجود حليف مثل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على الساحة العالمية، في ظل وجود قادة متقلبين يعرضون الأمن القومي الأمريكي للخطر.