قناة الجزيرة-
كشف تحقيق استقصائي تفاصيل مهاجمة قطر في 1996 من قبل بول باريل زعيم فريق المرتزقة الفرنسي، وذلك بتكليف وتمويل مباشر من حاكم الإمارات الراحل الشيخ زايد آل نهيان، والمخابرات السعودية، والبحرين، من خلال تجنيد عدة مقاتلين لتنفيذ المهمة.
وأكد باريل، خلال تحقيق ضمن برنامج "ما خفي أعظم"، الذي بثته قناة "الجزيرة" مساء اليوم الأحد، أنه جلب ثلاثة آلاف عسكري مرتزق من تشاد، للسيطرة على الدوحة عبر إنزال جوي مفاجئ على أحد الطرق الرئيسية في قطر.
وقال: "تم منحنا جوازات سفر إماراتية صالحة لخمس سنوات من قبل الشيخ زايد، وأجريت عملية استطلاع سرياً داخل قطر خلال البحر، وتمكنت من الوصول للدوحة".
وكشف باريل عن دور أساسي للبحرين قبل الهجوم، حيث كانت غرفة عمليات للاتصالات والتنسيق، وذلك لقربها من الدوحة، إضافة إلى مساعدة السلطات هناك في مهام الاستطلاع.
وأضاف باريل:" ركّبنا في البحرين معدات خاصة للتنصت على اتصالات قطر، وبالنسبة لنا كانت هذه الدولة نقطة انطلاق للهجوم"، مبيناً أن قرابة 3000 رجل شاركوا في الإعداد لعملية الهجوم.
وتابع: "التُقطت بكاميرا سرية العديد من الصور للفنادق وأماكن عامة ووزارات ومواقع عسكرية بالدوحة، من خلال تجنيد جواسيس في قطر، حيث كانوا يمدوننا بالمعلومات"
وعن خطة الهجوم، كشف أن الطائرات كانت ستهبط على الطريق السريع في قطر، محملة بالمقاتلين من التشاد، والقوارب سترسو في الميناء، وسيارات الدفع الرباعي المحملة بالسعوديين ستعبر الحدود.
وبيّن أن جميع المقاتلين كانوا سيتمركزون قرب قصر الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبمبنى التلفزيون، بالشراكة مع عناصر من الداخل.
وأوضح باريل أن مهمة فريقه كانت اعتقال الشيخ حمد بن خليفة والقضاء على الشيخ حمد بن جاسم بن جبر.
ومضى بالقول: "قصدنا مصر للحصول على الأسلحة، وتم شراء 30 طناً من الأسلحة والذخيرة، ونقلناها مباشرة إلى أبوظبي".
واستطرد بالقول: "سألني الشيخ خليفة بن حمد عن عدد الضحايا المتوقع للعملية فأجبته 1000 قتيل، فقال: أوقف العملية فوراً".
وذكر أن العملية المعدة لغزو قطر كلفت 100 مليون دولار تقريباً، وكانت تستهدف إنهاء حكم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني".
ولفت باريل إلى أنه تلقى اتصالاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك وطلب منه الامتناع عن القيام بأي أمر متهور.
وأوضح أن الدول التي أمرتهم بتنفيذ الهجوم على قطر وهي الإمارات، والبحرين، ومصر، انقلبت عليهم، وتحولت إلى أعداء لهم.
وكشف أنه تعرض لمحاولة اغتيال بعد شهر من وقف الهجوم، في العاصمة الإيطالية روما، متهماً السلطات السعودية بالوقوف وراء العملية.
وكان باريل يشغل، قبل 30 عاماً، موقع الرجل الثاني في مجموعة التدخّل السريع بجهاز الشرطة، قبل أن يضع مواهبه، بوصفه خبيراً أمنياً، تحت تصرف مجموعات مسلّحة ورؤساء في أفريقيا.
وهو من مؤسّسي قوات التدخل السريع، عام 1974، كما أسّس أول خلية لمكافحة الإرهاب بـ"الإليزيه"، في أثناء ولاية الرئيس فرنسوا ميتران، قبل أن يتقاعد مبكراً ويؤسس عدة شركات أمنية، وينتقل إلى أفريقيا ليكون مستشاراً في هذا الميدان.
وفي تسعينيات القرن الماضي، تعرّض بول باريل للملاحقة القضائية والتوقيف بتهمة قيامه بدور في المجازر العرقية التي وقعت في رواندا، قبل أن يسلّم نفسه للسلطات الفرنسية، في 2014.