وكالات-
وجهت الخارجية الأمريكية، دبلوماسييها المعنيين بالشأن الخليجي، بتحريك ملف الأزمة، وإعادة الاتصال مع الفرقاء، في محاولة جديدة للتوصل إلى تسوية.
جاء ذلك، عقب تواتر التقارير عن الاختراق الذي حققته الدبلوماسية الدولية في اليمن، وإمكانية وضع الحرب هناك على مسار السلام، حسب مصادر أمريكية، قالت إن واشنطن "منخرطة مع فرقاء الأزمة في ملفات إقليمية أخرى، تتطلب مشاركة الطرفين: قطر من ناحية، وتحالف السعودية والامارات والبحرين من ناحية ثانية".
وسبق أن كشفت الإدارة الأمريكية، عن نيتها في تشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع الدول الخليجية الست ومصر والأردن لأهداف من بينها التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.
ولفتت المصادر، التي تحدثت إلى صحيفة "الراي" الكويتية، إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية "طلبت ممن يترددون على العواصم الخليجية المتخاصمة، بشكل دوري لمعالجة ملفات أخرى، فتح موضوع التسوية مع المسؤولين هناك".
وأضافت أن "لا تعليمات بشن حملة دبلوماسية جديدة للتوصل الى تسوية في الخليج، لكن الانفراجات في ملفات أخرى، مثل اليمن، قد تنعكس إيجاباً على الأزمة الخليجية".
ورجحت المصادر، أن يبادر الدبلوماسيون الأمريكيون العاملون على الملفات الاقليمية الأخرى، وعلى تماس مع العواصم الخليجية، إلى السعي لجسّ نبض المسؤولين الخليجيين، "فإذا وجدوا أي نوع من التجاوب، يمكن حينذاك إعادة تحريك الوساطة بشكل أوسع".
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن "أطر التسوية الخليجية لا تزال على حالها، وأن هذه التسوية، التي يطلق عليها اسم (الحل الكويتي) نسبة إلى الرؤية التي قدمتها الكويت للتسوية منذ الأيام الأولى لاندلاع الأزمة، لا تزال تتطلب الخطوات نفسها، والقاضية بضرورة وقف التراشق الاعلامي بين الجانبين (وهو ما أكد عليه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في قمة الرياض الخليجية)".
بالإضافة إلى ذلك، والحديث للمصادر الأمريكية، فيجب "محاولة بناء ثقة بين جميع الأطراق على مستويات عسكرية وسياسية، تفضي في وقت لاحق إلى مصالحة كاملة، يتم تتويجها بلقاء قمة على مستوى القادة".
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وعد أكثر من مرة، باستضافة قادة الخليج، في المنتجع الرئاسي كامب ديفيد، لرعاية المصالحة والمصافحة بينهم، لكن مع تعذر التسوية، تراجعت الحماسة الأمريكية، ومعها حماسة "ترامب".
وانحاز "ترامب" علنا إلى صف السعودية والإمارات في بداية الأزمة، لكنه بدأ بعد ذلك يحث على التوصل لحل لاستعادة الوحدة في الخليج والحفاظ على جبهة موحدة في مواجهة إيران.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 يونيو/حزيران 2017، علاقاتها مع قطر، بدعوى "دعم الإرهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على القرار الوطني القطري.
وتبذل الكويت منذ العام الماضي جهود وساطة لإنهاء أسوأ أزمة في تاريخ منطقة الخليج، لكن دون نجاح حتى الآن، بسبب تمسك كل طرف بموقفه.