ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

دول حصار قطر تتسابق لكسر عزلة حليف إيران في دمشق

في 2018/12/28

متابعات

بعد الإمارات تتجه البحرين لإعادة علاقاتها مع نظام بشار الأسد الحليف الوثيق بإيران، وسط تكهنات عن توجه سعودي مشابه، في وقت لا يزال الحصار على قطر مستمراً منذ يونيو 2017 بدعوى "علاقاتها مع طهران"!

وزارة الخارجية البحرينية أعلنت، مساء أمس الخميس، استمرار العمل في سفارة البحرين لدى سوريا، مشيرة إلى أهمية تعزيز الدور العربي وتفعيله من أجل الحفاظ على استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.

وزعمت الخارجية البحرينية أن هذا القرار يؤكد حرصها على استمرار علاقاتها مع سوريا، وأهمية منع مخاطر التدخلات الإقليمية في شؤون سوريا الداخلية بما يعزز الأمن والاستقرار فيها ويحقق للشعب السوري الشقيق طموحاته في السلام والتنمية والتقدم.

وسبق قرار المنامة، لقاء جمع وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، في 30 سبتمبر الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، واللافت أن اللقاء كان ودياً للغاية.

وأضاف "بن أحمد"، خلال لقاء مع قناة العربية السعودية: "لقائي بوزير الخارجية السوري ليس أول لقاء منذ بدء الأزمة السورية، ولكن هذا اللقاء تم في هذه الفترة التي يشهد فيها العالم تحولات إيجابية تجاه أن يكون هناك دور عربي فاعل في المسألة السورية".

كما أكد حينها أن اللقاء "لم يرتب له، وجاء مع تحرك عربي لاستعادة الدور العربي في الأزمة السورية".

وكانت دولة الإمارات قد أعلنت، أمس الخميس، عودة العمل بسفارتها في دمشق حيث باشر القائم بالأعمال بالنيابة مهام عمله من مقر السفارة في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان: إن "هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي، وهو ما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري".

وأثارت الخطوة الإماراتية البحرينية غضباً واسعاً في صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المغرّدين عن صدمتهم من مساندة الدولتين الخليجيتين لإجرام النظام السوري الذي قتل مئات آلاف المدنيين وشرّد الملايين، ومواصلتهما حصار دولة قطر ومحاولة مصادرة قرارها السياسي.

وتتزامن هذه الخطوة مع مؤشرات حول مساعٍ جارية لإعادة تفعيل العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية، قبل ثلاثة أشهر من قمة عربية تعقد في تونس، علماً أن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا فيها منذ العام 2011.

ويرى محللون سعوديون أن الرياض سترحب بالتعاون مع النظام السوري والمشاركة في إعادة الإعمار؛ حال تحقق بعض الاشتراطات على أرض الواقع.

وقال سعد بن عمر، مدير مركز "دراسات القرن" السعودي في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "إن الكثير من الدول العربية لم تكن لديها الرغبة في قطع العلاقات الدبلوماسية الفردية مع سوريا، وأن الموقف الذي اتخذ كان من قبل الجامعة العربية بتعليق مقعد دمشق".

وفيما يتعلق بعودة سفارة السعودية إلى سوريا، أوضح المحلل السعودي "أن الرياض قد تتأنى بعض الوقت، وأن عودة الإمارات قد تمهد لكثير من الاتفاقات المستقبلية مع الحكومة السورية بشأن الوجود الإيراني في المنطقة والخطوات التي يمكن ترتيبها".

يشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت قد طلبت، في شهر فبراير 2012، من سفرائها مغادرة دمشق، متهمة إياها بارتكاب "مجزرة جماعية ضد الشعب الأعزل"، في إشارة إلى قمع الاحتجاجات الشعبية بشكل دموي.