ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

دول الخليج تبحث عن بديل للسعودية

في 2019/01/25

ناشينال إنتريست- ترجمة منال حميد -

توقعت صحيفة "ناشينال إنتريست" الأمريكية استغناء كل من الدول الخليجية الثلاث: قطر والكويت وسلطنة عُمان، عن السعودية كعضو فعال في منظمة دول مجلس التعاون؛ نظراً إلى السياسات غير المدروسة والأوضاع الداخلية غير المستقرة التي تمر بها الأخيرة.

جاء ذلك في مقال للكاتب كلايتون كروكيت، وهو منسق تطوير المناهج العربية في الحكومة الأمريكية.

وفي ظل ظروف عدم الاستقرار التي تمر بها السعودية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فإن رؤساء دول مثل قطر والكويت، "من حقهم أن يقلقوا بشأن ضرورة تقديم تأكيدات لضمان أمن دولهم الغنية بالنفط"، بحسب الكاتب.

وأوضح أن دولة مثل الكويت كانت تربطها علاقات وطيدة مع السعودية في يوم من الأيام، "إلا أن الأمر أخذ منحى آخر بعد أن شعرت بتهديد أمنها إثر التوتر الذي حصل بين البلدين بشأن حقول النفط المشتركة بينهما، وهو الأمر الذي ألجأ الكويت لعقد اتفاقية أمنية مع تركيا؛ تحسباً لأي طارئ".

كما أن الكويت ليست الوحيدة التي تسعى بهدوء إلى تحقيق أجندة تتعارض مع ما وصفه الكاتب بـ"المثلث السعودي-البحريني-الإماراتي"، إذ اتجهت عُمان أيضاً إلى زيادة التعاون الاقتصادي مع قطر التي تحاصرها السعودية وحليفاتها، إضافة إلى عقد مسقط اتفاقية دفاع مشترك مع بريطانيا.

أما بشأن قطر، فأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من الحصار المستمر عليها، فإنها قدمت 15 مليار دولار لتعزيز الاقتصاد التركي إثر الانهيار الذي تعرضت له الليرة التركية مؤخراً، وليس هذا فقط، بل إنها انسحبت من منظمة "أوبك"، كما أنها تحدت نظيراتها في الخليج بإرسال وزير لتمثيلها في القمة الخليجية الأخيرة.

ويرى الكاتب أن مستقبل دول مجلس التعاون الخليجي سيكون "صاخباً" مع خسائر اقتصادية، بسبب السياسات الخاطئة للسعودية، من خلال الاستهانة بمكانتها الإسلامية، وهو الأمر الذي سيضطر عدداً من الدول التي كانت حليفة لها في يوم ما، إلى البحث عن بديل.

ويقول إن تركيا أحسنت الفعل بوضع نفسها بديلاً واضحاً لقيادة السعودية لدول المنطقة، من خلال نشر قوات تركية في قطر التي يحاصرها الحلف السعودي-البحريني-الإماراتي، باعثة برسائل عدة.

أولى هذه الرسائل التي أرسلتها -بحسب الكاتب- أن أضرار السياسات السعودية تجاوزت حدود منطقة شبه الجزيرة العربية لتصل إلى تركيا، وأن دول الخليج معترف بها كدول فردية ذات هويات تتعدى علاقتها بعضها مع بعض، وأخيراً إثبات أن هناك دولة إسلامية مستعدة للوقوف في وجه السعودية والتنافس على قيادتها للمنطقة.