متابعات-
هاجم رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير "بندر بن سلطان" كلا من قطر والرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات"، والرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، ورئيس النظام السوري "بشار الأسد"، بينما امتدح شاه إيران واصفا إياه بأنه كان "عدوا عاقلا".
جاء ذلك في حوار مطول أجراه مع موقع "إندبندنت عربية" الذي أطلقته المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، حيث نشر الموقع مقتطفات من الحوار، وقال إنه سينشر حلقات الحوار بدءا من الأسبوع المقبل.
ونفى "بندر" في حواره ما تردد حول أدوار له في نشأة تنظيم "الدولة الإسلامية".
هجوم على قطر
واعتبر "بندر" أن قطر تعاني من "انفصام" في سياساتها، وأنها تآمرت مع الزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" على السعودية.
كما وصف "بندر" رئيس وزراء قطر السابق "حمد بن جاسم" بـ"خبير نصف الحقيقة"، لأنه "متمرس في الحديث عن نصف الحقائق"، مستشهدا بموضوع التسجيل المسرب بين "بن جاسم" وأمير قطر السابق و"القذافي"، حيث تحدث "بن جاسم" خلاله عن مخططات لاستهداف السعودية.
وقال "بندر" إن "تبرير بن جاسم لهذا التسجيل هو إخبار بنصف الحقيقة، وإن الحقيقة كاملة هي التآمر والتخطيط، وليس كما بررته الدوحة بوصفها الموقف بأنه كان محاولة لاستدراج القذافي واستمالته".
كما رأى "بندر"، الذي كان سفيرا للسعودية لدى أمريكا، أن "وجود قاعدة أمريكية في قطر لا يعني حماية نظام الحكم في الدوحة، بل هي قاعدة للاستخدام الأمريكي لا القطري"، على حد قوله.
"أوباما" كذب علينا
كما انتقد "بندر" الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، معتبرا أنه "من جرأ روسيا وإيران على التدخل في سوريا بسبب سياساته المتراخية".
وكشف تفاصيل المكالمة الأخيرة بين الملك السعودي الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز" و"أوباما"، والتي قال فيها الملك "عبدالله" لـ"أوباما": "لم أتوقع أن أعيش هذا العمر لأرى رئيسا للولايات المتحدة يكذب علي"، بحسب ما ذكره المسؤول السعودي.
وقال إن "أوباما" كان "يعد بشيء ويفعل العكس، وكان يتحدث عن تحجيم دور إيران في المنطقة، وفي الوقت نفسه كان يتفاوض معها سرا ما جعل السعوديين يفقدون الثقة بحكومة أوباما".
ورأى أن "أوباما أعاد المنطقة 20 عاما إلى الوراء بسبب سياساته في منطقة الشرق الأوسط".
أخطأنا بدعم العراق
وتطرق الأمير "بندر" في حديثه، إلى الملف الإيراني، واعتبر أن الرياض اختارت أحد الخيارات السيئة بدعم الرئيس العراقي الأسبق "صدام حسين" في حربه ضد إيران، ثم رعت المفاوضات سرا في جنيف بين بغداد وطهران، وكذلك في قصر لولي العهد السعودي الراحل ووزير الدفاع الأمير "سلطان بن عبدالعزيز".
ورأى أن نظام شاه إيران كان أفضل من النظام الإيراني الحالي، مستشهدا بأن "العدو العاقل أفضل من الصديق الجاهل"، في مقارنة منه بين إيران في عهد الشاه وفي الفترة الحالية، حيث وصف شاه إيران بـ"العدو العاقل"، مضيفا أنه "كان أفضل من صديق جاهل رغم عدم وجود صداقة بيننا"، في إشارة إلى نظام إيران الحالي.
وسرد "بندر بن سلطان" مواقف بين الشاه والملك فيصل، ومنها رغبة الشاه بضم البحرين إلى إيران، مشيرا إلى الجهود السعودية التي أدت في نهاية المطاف إلى إقناعه بالتنازل عن قراره.
"بشار" معقد
وهاجم الأمير السعودي، رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، واصفا إياه بـ"الولد"، معتبرا أن والده "كان رجلا محاطا برجال، وكان قادرا على الحسم واتخاذ القرار بخلاف ابنه بشار، حيث لديه عقدة لم يتخلص منها اسمها باسل حافظ الأسد".
وأشار إلى أنه التقى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بعد الثورة السورية حينما بدأ "الأسد" قصف المدنيين، مبينا أن "بوتين" قال له إنه "دعا بشار أكثر من مرة لزيارة موسكو، لكنه لم يأتِ والآن سيأتيني حبوا يطلب مساعدتي".
جريمة "عرفات"
ووصلت انتقادات "بندر" إلى الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات"، حيث قال في معرض حديثه عن القضية الفلسطينية إن "عرفات" قد "ارتكب جريمة بحق القضية الفلسطينية والفلسطينيين برفضه مبادرة السلام وبالحلول التي قدمها الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون"ـ بحسب رأيه.
وروى "بندر" تفاصيل عن قصة الخلاف الكلامي بين ملك السعودية السابق "عبدالله بن عبدالعزيز"، والرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" في مزرعة الأخير في ولاية تكساس، وكان محورها فلسطين، لكن الموقع لم ينشر بعد تلك التفاصيل.