ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

لماذا تسعى دول حصار قطر لخطب ودّ الدوحة رياضياً؟

في 2019/03/05

الخليج أونلاين-

شهدت الأسابيع الأخيرة تحولاً مفاجئاً بموقف دول حصار قطر، يُمكن وصفه بحسب متابعين بـ"الدراماتيكي"، وذلك في تعاملها رياضياً مع الدوحة، مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للأزمة الخليجية في 5 يونيو 2017.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين وحتى مصر قد فرضت حصاراً على قطر، شمل بعثاتها ومؤسساتها الرياضية، وصعَّدت بشدة ضدها، خاصة فيما يتعلق باستضافة الدوحة النسخة المونديالية المقبلة، المقررة إقامتها شتاء عام 2022، لتكون أول دولة خليجية وعربية وإسلامية تحتضن العرس الكروي الكبير.

وهاجمت الأذرع الإعلامية للسعودية والإمارات مونديال قطر في كل شاردة وواردة، وأفردت مساحات واسعة لمهاجمة الدوحة وسياساتها الرياضية، ولفقت لها اتهامات مجافية للحقيقة؛ في مسعى منها لتشويه "مونديال العرب"، كما وصفه أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في حفل تسلمه الراية المونديالية، منتصف يوليو الماضي.

وإلى جانب المونديال، تعرضت مؤسسات قطر الرياضية، وهنا يدور الحديث حول قنوات "بي إن سبورت" و"الكأس"، لتضييق شرس من جانب الرياض وأبوظبي، خلال تغطية الشبكتين الرائدتين للبطولات والمسابقات الرياضية التي تمتلك حقوق بثها حصرياً.

كما أقدمت الرياض على قرصنة "البنفسجية" من خلال قناتها المسماة "بي آوت كيو"، حيث عملت الأخيرة على نقل المحتوى الكامل لـ"إمبراطورية الإعلام الرياضي"، ثم وصل الأمر إلى قرصنة المحتوى الترفيهي، وهو ما استدعى تدخلاً من كبرى الهيئات والمؤسسات الرياضية، حيث أدانت تلك الممارسات، وتعهدت بملاحقة القائمين عليها أياً كانوا.

وتعرضت البعثات الرياضية القطرية لتضييق ممنهج في بطولات دوري أبطال آسيا وتصفيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019. كما مُنع الوفد الإعلامي القطري من تغطية مجريات البطولة الآسيوية الأبرز على مستوى المنتخبات رغم امتلاكه التصاريح والتأشيرات كافة.

وفجأة، تحوَّل كل ذلك إلى مغازلة وتقرُّب من السلطات الرياضية القطرية، على غرار ما أبداه رئيس الهيئة العامة للرياضة بالإمارات، محمد خلفان الرميثي، باستعداد بلاده للمشاركة في استضافة بعض مباريات مونديال قطر.

كما استقبل السعوديون بالورود والترحيب بعثة السد القطري التي هبطت في جدة لمواجهة الأهلي، بمستهل لقاءات الفريقين في مسابقة دوري أبطال آسيا، عكس ما تعرضت له الأندية القطرية، قبل أشهر من تضييق وترهيب وهجوم إعلامي غير مسبوق.

ليس تحولاً وإنما..

في هذا الإطار، يقول مدير التحرير التنفيذي لصحيفة "الوطن" القطرية فهد العمادي، إن ما تفعله حالياً السعودية والإمارات لا يُعد تحولاً، وإنما محاولة لتحسين الصورة التي تشوهت كثيراً بسبب خلطهما السياسة بالرياضة.

وشدد على أن ما يحدث حالياً يندرج في سياق القوانين التي فرضها عليهم الاتحادان الآسيوي والدولي، من أجل الالتزام والانصياع لها.

وأشار في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن الإمارات تتسول استضافة بعض مباريات مونديال قطر 2022، مؤكداً أن هذا يمكن وصفه بـ"عشم إبليس بالجنة"، حتى وإن عادت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.

وشدد على أن هذا الطرح غير موجود إطلاقاً لدى الدوحة، مستشهداً بالاتفاقية الأخيرة التي جرت بين قطر والفيفا، وأسفرت عن شراكة بين الجانبين لتشغيل مونديال 2022 واستضافته.

وأكد أن بلاده قادرة وحدها على تنظيم بطولة استثنائية في كأس العالم المقبلة وإخراجها بأفضل شكل ممكن، خاصة أن جميع المنشآت المونديالية ستكون جاهزة في 2020، قبل عامين من صافرة البداية.

كما أبدى تقديره للَّفتات الأخيرة التي حدثت، مشيراً إلى أن قطر طالبت منذ اللحظة الأولى للأزمة الخليجية بعدم زج الرياضة في السياسة، لافتاً في الوقت عينه إلى أن بلاده استقبلت البعثات الرياضية من دول الحصار بكل ترحاب وتقدير، واضعةً جميع الخلافات الدبلوماسية جانباً.

توهج قطر رياضياً

وتعيش قطر أفضل أوقاتها رياضياً؛ إذ تُوّج منتخب بلادها بلقب كأس الأمم الآسيوية، للمرة الأولى في تاريخه، عن جدارة واستحقاق كاملَين بتحقيقه الفوز في جميع لقاءات النسخة الآسيوية الـ17 من المباراة الافتتاحية وحتى النهائية.

واستحوذ نجوم "العنابي" على مختلف الجوائز الفردية في البطولة القارية، تأكيداً لأحقية المنتخب القطري، الذي يستعد لمونديال 2022 على قدم وساق، باللقب الذي جاء على حساب منتخبات عريقة في القارة الصفراء.

وتمتلك قطر مؤسسات رياضية تفخر بها عالمياً، على غرار أكاديمية "أسباير" للتفوق الرياضي، التي خرَّجت عشرات الأبطال في مختلف الألعاب والبطولات، إضافة إلى مستشفى "سبيتار" الرائد في الطب الرياضي وجراحة العظام.

وإضافة إلى ذلك، تمتلك الدوحة شبكتين رياضيتين كبيرتين تعملان على نقل البطولات والمسابقات باحترافية ومهنية يشهد لهما الجميع، علاوة على امتلاكها نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان، الذي بات أحد أقوى أندية القارة الأوروبية.

انفوجراف مؤؤسات قطر تفخر بها رياضياً