ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

مقال لكاتب سعودي تحت عنوان: "لحظة هروب العميل القطري"

في 2019/04/02

حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-

كتب الكاتب السعودي حمود أبو طالب مقاله المعتاد بصحيفة عكاظ السعودية تحت عنوان "لحظة هروب العميل القطري"، الذي يقصد به ما وصفه بهروب أمير قطر تميم بن حمد من القمة العربية في تونس وقد أطلق على الأمير صفة العميل. فإلى نص المقال.

كان تميم قطر نجم الإعلام بكل أنواعه ومنابره يوم الأحد، يوم افتتاح القمة العربية في تونس، كان مالئ الدنيا وشاغل الناس ليس بحضوره المؤثر وإنما بخزيه وعاره الذي جسده هروبه من الجلسة الافتتاحية على مرأى العالم كله. انسحب تميم دون أن يلتفت إليه أحد وغادر إلى المطار، وبحسب قناة TRT التركية لم يهتم بأمره سوى رئيس حركة النهضة الإخوانية الذي لحق به في المطار لإقناعه بالبقاء، بينما مضت أعمال القمة بسلاسة وكأن تميم لم يكن موجوداً أساساً.

انسحب تميم بعد الإدانات الصريحة في كلمة الملك سلمان والرئيس السبسي وأمين عام الجامعة العربية للتدخلات الأجنبية في الشأن العربي، والإشارة المباشرة الواضحة إلى إيران وتركيا، لم يحتمل إدانة هاتين الدولتين فغادر القاعة في مشهد سيوثقه التأريخ بأن حاكماً عربياً انسحب من قمة عربية لأنها أدانت دولتين غير عربيتين ترعيان عصابات العبث والتخريب في دول عربية وتمارسان إرهاب دولة واعتداءً على الأمن القومي والسلم في المنطقة العربية، لم يحدث مثل هذا سابقاً وبهذا السفور أن يثبت حاكم عربي تبعيته وولاءه لغير محيطه العربي، لكن تميماً فعلها لأنه أصبح مأموراً لا مخيراً، وتابعاً لا مستقلاً، وعميلاً علنياً لأعداء العرب، مسلوب الإرادة والقرار.

لماذا ورطه مستشاروه بحضور القمة وهم يعرفون موقفه ووضعه البائس، هل كان يتوقع من الدول العربية وجامعتها وقادتها أن يباركوا التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية برعاية قطر، وهل كان يتوقع ترحيباً به وكثير من الدول العربية تتأذى من التنظيمات الإرهابية التي يرعاها نظامه، بل ماذا كان سيقول في كلمته بعد كلمات الكبار التي حددت الموقف العربي الداعي للتضامن وقطع دابر التدخلات الأجنبية، كم نتمنى لو تنشر أمانة القمة العربية صورة من كلمته لو لديها نسخة منها حتى تكتمل تفاصيل السقوط المهين للنظام القطري ووقاحته الكبيرة بحضور قمة عربية لا علاقة له بها ولا بهمومها.
جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.