ملفات » الخلافات القطرية الخليجية

في طريقها إلى قمم مكة الثلاث.. قطر تغلّب مصلحة الخليج على الخلافات البينية

في 2019/05/30

الخليج أونلاين-

بحكمة وعقلانية قررت قطر المشاركة في قمم مكة الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية)، من خلال وفد رفيع المستوى، تمثل في الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

مشاركة قطر بهذا التمثيل الدبلوماسي الرفيع منذ الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على الدوحة، في يونيو 2017، تعكس الدبلوماسية العالية التي تتمتع بها الدوحة، والمسؤولية الكبيرة في حفظ الأمن الخليجي، خاصةً في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية أن آل ثاني سيمثل قطر في قمم مكة، ليصبح المسؤول القطري الأرفع الذي يزور السعودية خلال سنوات الأزمة، للمشاركة في القمة التي تنعقد تزامناً مع اقتراب الأزمة الخليجية من دخول عامها الثالث.

السعودية، من خلال رأس الهرم فيها، الملك سلمان بن عبد العزيز، خاطب أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،  من خلال رسالة خطية دعاه فيها للمشاركة في القمة.

وذكرت وزارة الخارجية القطرية، الأحد (26 مايو 2019)، أن الشيخ تميم تلقى رسالة خطية من العاهل السعودي من أجل المشاركة في القمة، المقرر عقدها في مكة يوم 30 مايو الجاري.

وأوضحت عبر موقعها الرسمي أن الرسالة التي وصلت عبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف بن راشد الزياني، تضمنت دعوة الشيخ تميم لحضور القمة.

لولوة الخاطر، المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية، قالت في تغريدة لها على "تويتر"، مساء اليوم الأربعاء، تعقيباً على تمثيل قطر في القمم: "إن الدوحة لم تغب عن المشاركة الفاعلة عربياً وإسلامياً ودولياً".

وأضافت الخاطر: "قطر تُغلّب مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينية، حيث قررت القيادة الرشيدة المشاركة الرفيعة على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء، الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، في قمم مكة الثلاث".

وأرجعت الخاطر مشاركة قطر بهذا الوفد الرفيع إلى الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها المنطقة، والتصعيد المتسارع يومياً.

وأردفت بالقول: "تلك الظروف تتطلب الحكمة والتعامل بمسؤولية، لذا فإن مشاركة دولة قطر والدول التي تتمتع بالعقلانية وحسّ المسؤولية تعدّ واجباً قومياً وإنسانياً لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة، ولعقلنة الخطاب القائم".

ويأتي انعقاد القمم في وقت تشهد فيه منطقة الخليج أزمة بين واشنطن وطهران، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إرسال معدات عسكرية إلى الشرق الأوسط.

وتقول واشنطن إن هناك معلومات استخبارية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

خطوة حكيمة

الصحفي والكاتب السياسي أنور القاسم اعتبر في تصريح مقتضب لـ"الخليج أونلاين"، خطوة قطر من خلال مشاركة وفد رفيع المستوى في قمم مكة، "أنها مهمة وتعكس حسن النوايا لدى الدوحة".

وأضاف القاسم: "مشاركة قطر المفاجئة تدل على أن الدوحة تدرك تماماً الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها المنطقة، وتعكس الحكمة والتعامل بمسؤولية مع الأزمات".

وأشار إلى أن "قطر لم تتأخر يوماً عن العمل الخليجي والعربي المشترك، رغم ما عانته من حصار ظالم غير مبرر، وتآمر على مصالحها".

وأوضح أن المشاركة تتمتع بالعقلانية وحسّ المسؤولية، وتعدّ واجباً قومياً وإسلامياً لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا لشعوب المنطقة دون استثناء.

وأردف بالقول: "المنتظر من السعودية ودول الحصار (الإمارات والبحرين ومصر) أن تعلي صوت العقل والحكمة في هذه المرحلة الحرجة لرأب الصدع والدخول في حوار مباشر وتقريب وجهات النظر".

ولفت القاسم إلى أن "الكرة الآن في الملعب السعودي ودول الحصار؛ لكون السياسة المتبعة ضد الدوحة أثبتت فشلها، والحكمة السياسية تقتضي البحث عن بديل عقلاني، والآن هو الوقت الأنسب لهذا التطور السياسي".

من جانبه قال المستشار القانوني القطري، مبارك بن زايد آل شهوان، في تغريدة: "مع هذه الظروف قطر ترفع تمثيلها في قمم مكة، وذلك للمصلحة العامة للدول الإسلامية والعربية، وإيماناً منها للحفاظ على أمن المنطقة وتخفيف التصعيد المبالغ فيه".

أما مهنا الحبيل، الباحث العربي المستقل في المركز الكندي لاستشارات الفكر، فكتب في حسابه الموثق على "تويتر": إن "قرار قطر رفع مستوى التمثيل عبر رئيس الحكومة، الشيخ عبد الله بن ناصر، يشير إلى رغبتها في إعطاء رسالة إيجابية لفك الاشتباك في الأزمة الخليجية".

بدوره غرّد الكاتب القطري عبد الله الوذين على "تويتر" قائلاً: "إن الحضور القطري رفيع المستوى ممثلاً برأس هرم الحكومة يأتي تكريماً واستجابة لوساطة سمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد، الذي كان ولا زال بحكمته وفراسته وسياسته الرصينة متربعاً في قلوب شعب قطر والخليج أجمع".

وأشاد مغردون بمواقف قطر المتواصلة في تغليب مصلحة دول مجلس التعاون على الأزمات، وهو ما كان واضحاً ولا يزال منذ بدء المشكلة الخليجية التي اندلعت عقب فرض الحصار على الدوحة ومواطنيها.

وفي 18 مايو الجاري، دعا الملك سلمان إلى عقد ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية في مكة، "من أجل التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

والقمم الثلاث تأتي في ظل تصاعُد التوتر بمنطقة الخليج العربي بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى.

وشهدت منشآت نفطية سعودية وإماراتية سلسلة هجمات و"أعمالاً تخريبية"، خلال الأسابيع القليلة الماضية، دون أن تعلن أي جهةٍ مسؤوليتها.