وكالات-
شن رئيس وزراء قطر الأسبق، "حمد بن جاسم آل ثاني"، هجوما قويا على المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن اتهاماتها لبلاده بالإرهاب باطلة وتتحمل المملكة نصيبها من المسؤولية عن الأزمة السورية وتفشي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي حوار مع صحيفة "التليغراف" البريطانية، الجمعة، قال "بن جاسم"، "هذا الجرح عميق، — يقصد المقاطعة الخليجية لبلاده — يضر بالجانبين. هناك عائلات انقسمت بين البلدين، وهناك أشقاء لا يستطيعون رؤية بعضهم البعض، وأمهات لا يستطيعون رؤية أبناء، وأبناء لا يمكنهم رؤية الآباء".
وفي 5 يونيو/ حزيران من عام 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
معظم "الدواعش" من السعودية
وأضاف، "إنهم يتهموننا زورا بالإرهاب وما إلى ذلك. لا توجد منظمة دولية تدعم علنا هذه الادعاءات. لم تتهم الولايات المتحدة قطر، أو أي هيئة أوروبية، أو أي هيئات أخرى، إنها فقط السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهي تفعل ذلك لأنهم يعلمون أنه في أمريكا وأوروبا عندما يتحدثون عن الإرهاب، يريد الجميع الاستماع لأن الغرب عنده الحرب على الإرهاب أولوية".
وتابع، أن دول الحصار لم تدعم حتى الآن اتهاماتها للدوحة بـ"دليل لإضفاء الشرعية عليها".
وقال: "بعد مرور سنتين (من بدء حملة المقاطعة) ما زلنا لا نعرف بالضبط ما الذي يتهموننا به".
وأضاف أن 19 إرهابيا الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر/أيلول، بينهم 15 سعوديا وإماراتيان ومصري ولبناني.
وتساءل: "هل يجب أن أقول إنهم (الـ15 سعوديا) كانوا مدعومين من حكومات السعودية والإمارات ومصر؟ كما أن السفارة السعودية في واشنطن قامت بتحويلات بنكية لحسابات هؤلاء الأشخاص"؟.
وشدد "بن جاسم": "كم عدد المقاتلين السعوديين في صفوف داعش؟ إن معظمهم من السعودية".
وتابع رئيس الوزراء القطري الأسبق، "لقد ظنوا أنه بهذه الطريقة يمكنهم سحق قطر، لكننا أثبتنا أنهم مخطئون. لقد أثبتت قطر أنها قادرة على تجاوز الحصار، كأمة، وشعب، اقتصاديًا وسياسيًا. لم نر أي تأثير اقتصادي، بفضل حكومتنا وأميرنا".
إيران لم تؤذ قطر
وفي معرض حديثه عن إيران، قال "بن جاسم" "قطر كان لها موقف مختلف تمام الاختلاف بشأن سوريا عن موقف إيران، التي دعمت الرئيس الأسد، وعندما تعرضت السفارة السعودية في طهران لهجوم من قبل المتظاهرين في عام 2016، سحبت قطر سفيرها من إيران تضامنًا مع المملكة العربية السعودية".
وأضاف، "الإمارات العربية المتحدة، لديه علاقات تجارية مع إيران أكثر بكثير من قطر. إذا ذهبت إلى الإمارات، فإن الرقم الرسمي أظن أنه بضعة مليارات من الدولارات، ولكن بشكل غير رسمي، يتم تبادل 10 أو 20 مليار دولار بين إيران والإمارات فيما يتعلق بالنفط والعملة المهربة. لا يتم ذلك من قبل قطر، بل من الإمارات التي تتهمنا بالإرهاب مع إيران".
وتابع، "دعني أخبرك بشيء واحد. إذا أعلنا أن إيران هي عدونا، وممرنا الوحيد إلى العالم الخارجي، عن طريق الجو، البحر، والبر هو إيران، لأن الحدود مع الدول العربية المحيطة مغلقة، هل يجب أن أنتحر بعد ذلك من خلال عدم التعامل مع إيران لأن السعوديين يقولون أنني يجب ألا أفعل؟!".
وأردف، "كذلك لدينا رأي، إيران لم تلحق أي أذى بقطر. نحن لا نتفق مع كل سياساتهم بالتأكيد. لكن لا يمكننا قتالهم عندما نتشارك في نفس حقول الغاز والنفط".
وقال "إذا كنا نسعى إلى السلام مع إسرائيل، فلماذا لا نسعى أيضًا إلى السلام مع إيران؟ لماذا لا نجلس مع الاثنين ونحل المشاكل؟ نحن لا ننازع السعوديين من أجل القيادة. نريد أن تكون المملكة العربية السعودية القائدة في المنطقة. حسنًا، لكن يجب أن يكونوا عادلين. عليهم احترام الآخرين".
نصيحة لـ"بن سلمان"
ووجه "بن جاسم" نصيحة لولي العهد السعودي، "محمد بن سلمان" قائلا، "لديه فرصة كبيرة لتغيير المملكة العربية السعودية للأفضل، لكن هذا لن يحدث ما لم تكن هناك مصالحة في جنوب الجزيرة العربية. إنه بحاجة إلى وقف الحرب غير الضرورية في اليمن، ومحاولة إجراء نقاش مباشر مع الإيرانيين للمساعدة في حل المشكلة في سوريا".
وتدور على الأراضي اليمنية منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" والجيش اليمني مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير/كانون الثاني 2015.
ويعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بفعل العمليات العسكرية المتواصلة، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج نحو 22 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية.
كما صرح "آل ثاني" بأنه لا يعارض الدعم العلني الذي تقدمه الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للرياض، قائلا: "أعتقد أن علينا جميعا أن ندعم السعودية، أعتقد أن استقرار المملكة أمر مهم للمنطقة، لكن عليهم أن يعرفوا أيضا أنه يجب أن تكون لدى السعودية علاقة سلمية مع جيرانها، بما في ذلك قطر".