صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية -
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مشيرة إلى أن الدوحة نجحت في التغلب على هذا الحصار، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الغذائي.
وذكرت الصحيفة أن قطر تكيفت مع هذا الحصار؛ وذلك من خلال إنشاء العديد من المزارع الخاصة بإنتاج الألبان، حتى وصلت لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
"مزرعة بلدنا"، التي تقع في مدينة الخور بقطر، تُعد واحدة من قصص النجاح التي تناولتها الصحيفة، بعد أن تم جلب أبقار الهولشتاين وتجهيز أماكن خاصة لها.
وقالت إن الحصار الذي فُرض على قطر "جعلها مضطرة للتفكير في إيجاد آليات جديدة للتغلب على هذه العقوبات، خاصة أنها كانت تستورد كل شيء من الخارج".
وتنقل الصحيفة عن آدم بيفر، أحد سكان ولاية ميشغان الذي كان يعمل في دبي وانتقل مؤخراً إلى قطر للعمل في إدارة عمليات الإنتاج بمزرعة بلدنا، إن هذا واحد من أكبر النجاحات التي تحققت منذ فرض الحصار على قطر؛ "لو لم يكن هناك حصار لما كان هذا النجاح، وهذا يدل على أهمية الأمن الغذائي".
كما يرى يوسف الحر، رئيس المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، أن الاقتصاد القطري "يزداد قوة"، موضحاً: "لقد تم إدراج صناعات غذائية جديدة، وتمكّنا من الوصول لطرق الإمداد المباشر. الحصار جعلنا نعمل من أجل دعم الشركات المحلية، الآن لدينا إمكانية الوصول المباشر إلى الموردين الأصليين، ولم نعد بحاجة إلى وسطاء".
وتضيف "واشنطن بوست": "لقد تكيفت قطر مع الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين، بدعوى دعم قطر للجماعات الإسلامية المتطرفة ودعم حركات الربيع العربي".
وترى الصحيفة أن الحصار كان يستهدف الاقتصاد القطري بشكل مباشر، والشركات القطرية العالمية مثل الخطوط الجوية القطرية.
وأوضحت أن قطر تعتمد اعتماداً كبيراً على الغاز الطبيعي المسال، الذي يمثل نحو 85% من إجمالي صادراتها، واستمرت هذه الصادرات الضخمة للغاز الطبيعي المسال، ومن ضمن ذلك مشاريع الإنتاج المشتركة مع "إكسون موبيل" و"شل" دون عائق، رغم الحصار.
كما انسحبت قطر، التي تنتج "600 ألف" برميل يومياً من النفط، من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، في يناير من العام الجاري.
ويقول صندوق النقد الدولي في تقييمه الربيعي: "لقد استوعبت قطر الصدمات بنجاح؛ من انخفاض أسعار النفط في الفترة من 2014 إلى 2016، والحصار الذي فرضته السعودية، في يونيو 2017".
وأوضح التقرير أن نمو الناتج المحلي الإجمالي المعدل حسب التضخم في قطر يقدر بنحو 2.2%، بارتفاع أكثر من 1.6% في عام 2017.
وأعادت قطر، عقب فرض الحصار عليها، توجيه الكثير من تجارتها التي كان معظمها يتدفق من السعودية عبر المنفذ البري الوحيد، أو من طريق البحر عبر دبي، وذلك عبر السفن التي تأتي إلى الدوحة مباشرة من تركيا والهند وعُمان.
كما أن بطولة كأس العالم المقررة في قطر 2022 لم تتأثر كثيراً بالحصار؛ فبعد أن كانت مواد البناء تأتي عبر السعودية والإمارات قامت قطر بتنشيط خطط احتياطية، فعلى سبيل المثال صارت مواد البناء الخاصة ببعض ملاعب كأس العالم تأتي من عُمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرض حظر جوي على شركة الخطوط الجوية القطرية ومنعها من الطيران في أجواء دول الحصار ضاعف ساعات بعض الرحلات الجوية للخطوط الجوية القطرية، لكن رغم ذلك حققت القطرية مزيداً من النجاحات.
ورغم اضطرار العديد من طلاب دول الحصار، وخاصة من مصر والبحرين والسعودية، ممن كانوا يدرسون في قطر، لإنهاء دراستهم الجامعية بعد أن طلبت منهم دولهم ذلك، تقول "واشنطن بوست"، إن أعداد الطلاب المسجلين في الجامعات العالمية في قطر ارتفع، وخاصة في جامعة كارنيجي ميلون، وجامعة جورج تاون، وكلية طب وايل كورنيل، وغيرها.
وتؤكد الصحيفة أن افتتاح ميناء حمد بالتزامن مع فرض الحصار على قطر أسهم كثيراً في تسهيل استيراد المواد الأساسية وتجاوز المراكز اللوجستية في دبي والسعودية.