كشفت الوثائق التي تمكن قراصنة من الاستيلاء عليها بعد اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» عن حملة شرسة تقودها أبوظبي ضد دولة قطر.
وجاء في أولى الوثائق المسربة أن ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» طالب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق «روبرت غيتس» بضرب قطر بكل ما استطاع.
يشار إلى أن «غيتس» يشغل حاليا منصب مدير مؤسسة «رايس هادلي غيتس»، وهي شركة استشارات ذات نفوذ قوي في واشنطن وتعمل لصالح شركات عملاقة مثل «إيكسون موبيل».
وظهر «غيتس» قبل نحو أسبوعين متحدثا في مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن حول «قطر والإخوان المسلمين» سعت إلى ربط دولة قطر بدعم الإرهاب، وانتقد فيها ما وصفه بـ«دعم قطر لجماعة الإخوان».
وادعى «غيتس» أن «الإخوان المسلمين» مثلوا الأرضية التي سبقت ظهور حركات أخرى كـ«القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، قائلا: «إنهم يغيرون أشكالهم ويظهرون بالشكل الذي تريد أن تراهم عليه»، وفق تعبيره.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عن العلاقات القطرية مع واشنطن في فترة توليه وزارة الدفاع منذ 2006 إلى 2011، وقال: «كانت سيئة في البداية»، مشيرا إلى ما أسماها عدوانية الإعلام الصادر من الدوحة، موضحا أن جيران قطر في المنطقة يعتبرون هذا الإعلام مصدرا لعدم الاستقرار.
وفي الأشهر القليلة الماضية، حركت بعض اللوبيات الناشطة في واشنطن، لصالح عدد من الحكومات العربية، وخصوصا لمصلحة أبوظبي والقاهرة، قضية إدراج جماعة «الإخوان المسلمين» على اللائحة الأمريكية للمنظمات الإرهابية من خلال مشاريع قوانين يتم إعدادها للتصويت في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.
وضاعفت ماكينة لوبي أبوظبي من نشاطها، من أجل تمتين العلاقات العسكرية والأمنية مع واشنطن، خصوصا بعد تسلم «دونالد ترامب» الإدارة الجديدة، وقد توجت تلك الجهود بزيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» إلى البيت الأبيض في مايو/أيار الماضي، وعقد صفقات سلاح جديدة والإعلان عن اتفاق عسكري استراتيجي جديد بينهما، ينظم الوجود العسكري الأمريكي في الإمارات في السنوات الـ15 المقبلة، حيث تطمح أبوظبي في إقناع الأمريكيين بالتخلي عن قاعدة العديد الأمريكية الجوية في قطر، ونقلها إلى القواعد الأمريكية في الإمارات.
وفي 23 مايو/أيار الماصي، شنت وسائل إعلام إماراتية وسعودية هجمة شرسة ضد قطر بعد زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الأخيرة إلى المملكة، ومشاركته في 3 قمم سعودية وخليجية وعربية إسلامية ركزت على الحرب على الإرهاب واعتبرت إيران رأس حربة الإرهاب العالمي.
وجاءت تلك الحملة بعد أيام من شكوى قطر من أنها مستهدفة في حملة ممنهجة ومغرضة من الانتقادات من جانب أطراف غير معروفة في إطار التحضير لزيارة «ترامب» تزعم أن قطر تدعم جماعات متشددة في الشرق الأوسط.
هذا، وقد أعلنت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية بأن مجموعة من قراصنة الإنترنت تطلق على نفسها اسم «غلوبال ليكس» اخترقت البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة».
وقام القراصنة بالاستيلاء على وثائق السفير، ثم سربوا بعضها إلى الصحيفة، مشيرة إلى أن هذه الوثائق تكشف عن كيفية استخدام ملايين الدولارات لتشويه صورة حلفاء أمريكا.
وفي ذات السياق، أكدت المتحدثة باسم السفارة الإماراتية بواشنطن «لمياء جباري» الاستيلاء على وثائق السفير وتسريبها.
وأوضحت مصادر صحفية أن القراصنة الذين اخترقوا البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي موجودون في روسيا، وقدموا الوثائق المسربة للصحيفة الأمريكية قبل أسبوع، مؤكدة أن الصحيفة قررت بعد تردد أن تنشر كل الوثائق، اليوم السبت.
وأشارت المصادر إلى أن الوثائق تتضمن مراسلات تمتد ما بين عام 2014 والشهر الماضي، وهي تكشف العديد من التفاصيل المتعلقة بتواصل السفارة مع شركات علاقات عامة لتشويه صورة حلفاء واشنطن.
وقالت إن من بين ما جاء في الوثائق تواصل بين وزير الدفاع الأمريكي السابق «روبرت غيتس» والسفير الإماراتي، يفيد بمشاركة الوزير الأمريكي في ندوة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.
ونقل موقع «ديلي بيست» الأمريكي عن مجموعة القراصنة أن المستندات تم تصويرها بكاميرا رقمية من حساب «العتيبي» وأنها وصلت أيضا لمجموعة «لوبيات ضغط» داخل العاصمة واشنطن وأنها ستبدأ في نشر الوثائق التي يبلغ عددها 55 صفحة، اليوم السبت.
وأوضح الموقع الأمريكي أن المستندات تشمل شيكات وتعاقدات مع لوبيات ضغط وصحف لتشويه حلفاء مهمين لواشنطن في مكافحة الإرهاب وتنظيم «الدولة الإسلامية» خصوصا وهو ما أدى إلى خلخلة وتقويض التحركات الأمريكية والدولية ضد الإرهاب.
وكالات-