الحادي والعشرون من يونيو/حزيران من عام 2017، يوم غير عادي بالنسبة إلى السعوديين؛ فقد أُعلن فيه عن إعفاء ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، من مناصبه الثلاثة؛ السياسية والأمنية، بعد ثلاثين شهراً تولّى فيها منصب ولاية العهد، واختيار الأمير محمد بن سلمان ليكون ولياً للعهد ونائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للدفاع.
وكان الأمير محمد بن نايف، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية، قد عُيّن ولياً لولي العهد، في يناير/كانون الثاني 2015.
وجاء في نص الأمر الملكي الذي أصدره العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز: "إعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب وزير الداخلية".
كما جاء في الأمر الملكي نفسه، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الملك سلمان اختار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد، وعيّنه نائباً لرئيس مجلس الوزراء، مع استمراره وزيراً للدفاع.
وفيما يتعلّق بمنصب وزارة الداخلية الذي كان يشغله ولي العهد السابق، محمد بن نايف، أصدر الملك سلمان أمراً ملكياً بتعيين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزيراً للداخلية.
- رأس حربة
ومحمد بن نايف هو أحد أبناء ولي العهد السابق، الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد آل سعود، ومن مواليد عام 1959.
وكان محمد بن نايف يشغل منصب نائب وزير الداخلية لعدة سنوات، كما أن الغرب ينظر إليه على أنه رأس حربة النظام السعودي في مواجهة تنظيم القاعدة والموالين له، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.
وحصل ولي العهد الجديد على بكالوريوس في العلوم السياسية من إحدى الجامعات الأمريكية عام 1981، كما أنهى عدة دورات عسكرية متقدّمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.
وسبق أن عمل ابن نايف في القطاع الخاص، إلى أن صدر أمر ملكي في 13 مايو/أيار عام 1999 بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة، ومن ثم بمرتبة وزير.
وأخذ الأمير محمد بن نايف منذ عام 1999 على عاتقه مهمة مطاردة القاعدة، بعد العمليات الدامية التي نفّذتها خلال الفترة بين عامي 2003 و2006.
ويعرف عن الأمير محمد تمتّعه بنفوذ كبير وقبضة حديدية في وزارة الداخلية، بعدما تحوّل إلى الرجل الأول فيها منذ مرض والده، الأمير نايف، والذي تولّى حقيبة الداخلية عقوداً، حيث تمكّن من إدارة شؤون الوزارة من مقعده الذي كان يشغله حينها كنائب للوزير.
- محاولة اغتيال
"جنرال الحرب على الإرهاب"، كما وصفته شبكة MSNBC الأمريكية، له باع طويلة في مواجهة التيارات المتطرّفة، والقضاء على تنظيم "القاعدة" في السعودية، الذي أشعل المملكة في الفترة الممتدة من عام 1996 وحتى العام 2005، إما عبر القبضة الأمنية، أو عبر لجان المناصحة التي أسّسها، وحظيت بانتشار واسع حاز استحسان العالم الغربي، والتي تعمل على تقديم المناصحة والرعاية إلى أولئك المقبوض عليهم في قضايا تتعلق بالإرهاب.
هذه الإجراءات أرّقت مضاجع التنظيم، ووصلت إلى حد لجوئه إلى محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف عام 2009، من قبل مطلوب زعم أنه يرغب في تسليم نفسه لشخص الأمير في مكتبه الكائن في منزله بجدة.
وقام آنذاك بتفجير نفسه بواسطة هاتف محمول، وتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب الأمير بجروح طفيفة، وأعلن "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" مسؤوليته عن الهجوم في حينها.
وصرّح الأمير بن نايف حينها بأن هذه العملية "لا تزيدنا إلا تصميماً على استئصال الفئة الضالة كلها".
وتستخدم عبارة "الفئة الضالة" في الخطاب السعودي في إشارة إلى أتباع تنظيم القاعدة.
- "إمبراطور محاربة الإرهاب"
وخلال تشكيل التحالف استعانت الدول الغربية بخبرة الأمير محمد بن نايف في هذا المجال، حيث شارك في وضع تفاصيل إنشائه، مع تقديم النصيحة والمشورة للقائمين عليه.
ويتم إخضاع المقبوض عليهم لدورات تعليمية تتضمن برامج شرعية ودعوية ونفسية واجتماعية وقانونية، بهدف تخليصهم من "الأفكار المتطرفة" التي يحملونها، وبعد ذلك تقوم الجهات المعنيّة بالإفراج عن المتخرجين في الدورات ممن لم يتورّطوا في قضايا التفجيرات بشكل مباشر.
صحيفة لوس أنجلس تايمز وصفت في تقرير سابق لها عن الأمير محمد بن نايف بأنه "إمبراطور محاربة الإرهاب".
وأضافت أن محمد بن نايف معروف على نطاق واسع عالمياً باسم إمبراطور المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، وكان سابقاً ولي ولي العهد.
الخليج أونلاين-