قام العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» بإزاحة ابن أخيه «محمد بن نايف» ولي العهد، ووضع محله ابنه «محمد بن سلمان»،في منصب ولي العهد. وقد تم الإعلان عن هذه الخطوة بموجب مرسوم ملكي صدر بعد منتصف الليل، مما أثار دهشة المؤسسات السعودية التي شهدت صعودا ملحوظا لدور «بن سلمان» في العامين الماضيين، لكنها طالما اعتبر منصب ولي العهد الذي كان يشغله القيصر الأمني «محمد بن نايف» آمنا.
وجاءت هذه القرارات بعد سلسلة من التحركات المذهلة في المملكة التي عادة ما تكون حذرة، والتي شهدت في الأسابيع الأخيرة إعادة تقويم العلاقات مع واشنطن وفتح هجوم دبلوماسي على قطر بقيادة مكتب «بن سلمان»، في حين تمضي قدما في حرب في اليمن وخطة الإصلاح الاقتصادي الداخلية المثيرة للجدل.
وكان «بن سلمان» مركزا للتغييرات، التي ساعدته على ترسيخ سلطته بسرعة تحت وصاية والده الملك البالغ من العمر 81 عاما الذي أعطاه اليد العليا على كل مؤسسات المجتمع والدولة.
وعلى النقيض من ذلك، فإن «بن نايف»، وزير الداخلية السابق، وحليف الولايات المتحدة قد تم تهميشه تماما قبل أن يجرده المرسوم الأخير من جميع صلاحياته. وقد لعب دورا ضئيلا في برنامج الإصلاح ولم يعط سوى القليل من الوقت مع «دونالد ترامب» خلال زيارة الرئيس الأمريكي للرياض في مايو/أيار الماضي والتي ينظر إليها على نطاق واسع أنها عجلت التغيير في خط الخلافة.
واحتفظ «بن سلمان» بمنصبه كوزير للدفاع وأضاف إلى محفظته منصب نائب رئيس الوزراء، حيث سيترأس جلسة أسبوعية للمجلس تركز على جميع جوانب المجتمع السعودي.
ووافقت هيئة البيعة في المملكة على التغييرات بـ31 صوتا من إجمالي 34 صوتا كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
ويرسخ الدور الجديد الصلاحيات التي حصدها «بن سلمان» بسرعة مذهلة منذ أن صعد والده للعرش في يناير/كانون الثاني 2015. ومنذ ذلك الحين، قام بتوطيد نفوذه أكثر من أي شخص آخر في المملكة، وتصدر خططا لخصخصة شركة النفط الحكومية، أرامكو، كما يتولى مسؤولية الحرب في اليمن.
وقاد مكتب «بن سلمان» حصار قطر، الذي يتردد صداه إلى اليوم في مجلس التعاون الخليجي وهو أحد تداعيات زيارة «ترامب» التي أعادت التأكيد على دور الرياض كحليف إقليمي لواشنطن بعد أن تأثرت العلاقات بين البلدين بسبب تقارب «أوباما» مع طهران.
ومنذ ذلك الحين، حاولت الرياض توطيد ما تعتبره هيبتها المتجددة، وفرض وجودها في المنطقة. وكانت البداية من قطر بزعم علاقاتها مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين، اللتين ترى الرياض أنهما يمثلان تهديدا وجوديا لها.
لكن الصعود السريع للأمير الشاب لم يمر دون نقد في الرياض. وقال دبلوماسي غربي في العاصمة السعودية الشهر الماضي إن «الكثيرين لا يحبونه هنا». «هناك الكثيرون ممن يرون أنه لا يستحق الصلاحيات التي تم منحها إليه».
«الغارديان»- ترجمة وتحرير فتحي التريكي - الخليج الجديد-