إنتليجنس أون لاين- ترجمة فتحي-
على مدار عامين، نجح ولي العهد الحالي الأمير «محمد بن سلمان» تدريجيا في وضع أشخاص موالين له في مناصب رئيسية مكنته من الإطاحة بخصمه ولي العهد السابق «محمد بن نايف».
ولتجنب أي نزاع حول الإطاحة بـ«بن نايف» من وزارة الداخلية وولاية العهد في 21 يونيو / حزيران، أمضى ولي العهد السعودي الجديد وزير الدفاع «محمد بن سلمان» مناورة كبرى وراء الكواليس، ولاسيما في المجال الأمني. وفي منتصف يونيو/حزيران أعلن عن عدد من التعيينات التي رافقت نقل سلطة النيابة العامة، التي تتولى التحقيقات الجنائية، من وزارة الداخلية إلى الديوان الملكي، ما جرد «بن نايف» من أداة سياسية قوية، وفق ما أفادت به دورية إنتليجنس أون لاين الاستخباراتية الفرنسية.
وفي أبريل/ نيسان، أنشأ وزير الدفاع أيضا مجلس أمن وطني تابع للديوان الملكي وليس لوزارة الداخلية ووضع «محمد بن صالح الغفيلي»، وهو رجل استخبارات سابق مقرب منه مسؤولا عنه.
وفي الوقت نفسه، ولضمان سيطرته على رئاسة المخابرات العامة، جهاز المخابرات الخارجي في البلاد، عين «محمد بن سلمان» مستشاره المخلص «أحمد العسيري» كنائب لرئيس الجهاز.
ويرى عدد من المراقبين أن «بن نايف» خسر معركة السلطة منذ صيف 2015 حين لم يتدخل لوقف إقالة حليفه المقرب ومستشار مكافحة الإرهاب «سعد الجابري».
كما وضع «محمد بن سلمان» حلفاء مخلصين، وجميعهم من الجيل الثالث أو أمراء عشيرته، في المناصب الوزارية والمحافظية الرئيسية. على سبيل المثال عين «بن سلمان» ابن أخيه، حفيد الملك سلمان، «أحمد بن فهد بن سلمان» كنائب لرئيس المنطقة الشرقية التي يحكمها «سعود بن نايف»، الأخ الأكبر لـ«محمد بن نايف». في حين من المتوقع أن يحصل أخو ولي العهد غير الشقيق، الأمير «فيصل بن سلمان» حاكم المدينة المنورة على سلطات كبيرة في المرحلة المقبلة. كان قائد الحرس الوطني السعودي «متعب بن عبد الله» الاستثناء الوحيد من هذا التدخل على الرغم من أن الحرس صار محاصرا وينتظر أن يتم دمجه في الجيش الذي يرأسه «فهد بن تركي آل سعود»، القريب من «بن سلمان».
وتحدثت الدورية الفرنسية عن شائعات في الرياض أن «متعب» نفسه، وولي العهد السابق «مقرن بن عبد العزيز»، هما الوحيدان اللذان لم يصوتا لصالح تعيين «محمد بن سلمان» وليا للعهد من بين الـ 34 عضوا في هيئة البيعة التي انعقدت في 20 يونيو/حزيران الماضي.