إنتليجنس أون لاين- ترجمة فتحي التريكي -
تعاني شركات الدفاع الفرنسية في العمل في السعودية بعد موجة من الصفقات التي وقعتها الرياض مع الولايات المتحدة ضمن علاقة مزدهرة أكدتها زيارة «دونالد ترامب» للرياض الشهر الماضي.
ومن المرجح أن يثير صعود «محمد بن سلمان» إلى منصب ولي العهد بدلا من «محمد من نايف» الكثير من التغيير في عالم المفاوضات حول عقود الدفاع السعودية. وعلى الرغم من التخلص من حارسها، فإن فرنسا لا يزال لديها بعض البطاقات التي مكنتها من التنافس مع الولايات المتحدة عبر عدة عقود، وفق ما أوردته دورية إنتليجنس أون لاين الفرنسية.
وعلى الرغم من إخراج «محمد بن نايف» من اللعبة، تبقى عشيرة «بن نايف» لاعبا محوريا في الأوساط السياسية والتجارية في المملكة العربية السعودية. وزير الداخلية الجديد «عبد العزيز بن سعود بن نايف» هو ابن «سعود بن نايف»، حاكم المنطقة الشرقية المقرب جدا من وكيل الدفاع «عادل المسحال». يعمل كلا الرجلين بشكل أساسي مع شركة جينرال ديناميكس، ولكن «المسحال» أيضا يمثل الشركات الفرنسية المشاركة في المفاوضات النهائية للعقد السعودي الفرنسي العسكري الضخم مع أوداس (ODAS)، وكالة التسلح الفرنسية التي تتولى العقد على الجانب الفرنسي.
أوداس تكافح من أجل الاستمرار
إلا أن توازن القوى الجديد في الرياض جاء في وقت يتم فيه تهميش أوداس في المملكة العربية السعودية. وقد أعلمت السلطات السعودية مؤخرا الوكالة الفرنسية أن خط التمويل لبرنامج «أمواج» الذي يمول التحديث المكلف للأسطول السعودي سيغلق في يناير/كانون الثاني 2018، ما يعني توقف مصدر رئيسي لتمويل الشركة. وفي الوقت نفسه، تشجع السلطات السعودية الشركات الفرنسية على توقيع صفقات مباشرة مع العمود الفقري الجديد لصناعة الدفاع في المملكة، السعودية للصناعة العسكرية (سامي). ولكن أوداس، التي استجلبت غضب «بن سلمان» منذ عام 2015 بسبب تأخر برنامج التحديث البحري للسعودية في الوقت الذي تخوض فيه حرب اليمن، تحاول أن تجد دورا لها في المشهد الجديد من خلال بعض الوكلاء التقليديين مثل «محمد الزير».
وكلاء غير مؤكدين
بعد تعديل أوراق السلطة في المملكة العربية السعودية، تجد العديد من وكالات الدفاع الفرنسية نفسها في وضع غير موات في علاقاتها التعاقدية مع وكلائها السابقين. هذا هو الحال بالنسبة إلى «سفران» التي لا تزال تحاول الخروج من صفقة مع سومو المملكة، الشركة التي يرأسها «تركي السديري»، ويديرها «عبد الله الشجير» القريب من «خالد بن عبد الرحمن العيسى»، رئيس الديوان الملكي السعودي. ورغم أن العقد لا يزال نشطا، لا توجد أي بوادر لأعمال في الأفق للشركة الفرنسية.
وفي الوقت نفسه، يفقد «محمد دهوك»، أحد الوكلاء الأقرب إلى الملك «سلمان بن عبد العزيز»، الكثير من سطوته بسبب تدمير شبكة عملاءه طويلة المدى المتمثلة في مجموعة إيرباص.
الحرس الوطني لا يزال يعمل
ويبقى رجل الأعمال «جورج فرانكيولي سيزار» ومجموعته هو آخر قناة فرنسية سعودية لا تزال تعمل بشكل صحيح، حيث ترغب مجموعته في الحصول على عقود مع الحرس الوطني السعودي الذي يقوده الأمير «متعب بن عبد الله». إلا أن شائعات قد انتشرت في الرياض مؤخرا بأن الحرس الوطني قد يفقد استقلاليته ويصبح جزءا من الجيش، وهذا يعني إنهاء مشاركة «متعب» في المشتريات.