ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

السعودية ترفع الحظر عن الصحف والمواقع الإسرائيلية

في 2016/10/07

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الخميس، عن رفع الحظر والرقابة المفروضين على دخول السعوديين إلى المواقع الإخبارية ومواقع الصحف الإسرائيلية، بعد حظر دام سنوات، وذلك في خطوة تطبيعية جديدة تأتي بعد اسابيع من زيارة الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي» إلى (إسرائيل).

وبحسب موقع «المصدر» الإسرائيلي، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، التي تصدر في القدس، أنه بإمكان قُراء الصحيفة في السعودية أن يقرؤوها من خلال الشبكة العنكبوتية.

وكانت السعودية فرضت رقابة على موقع الصحيفة في شهر مايو/ أيار من عام 2013 ولم يكن بالإمكان الدخول إلى الموقع من السعودية بشكل كبير.

وأضاف الموقع أن عدد مرات دخول موقع صحيفة «جيروزاليم بوست» من منطقة السعودية حتى شهر أبريل/نيسان من العام 2013، وفقا لمسؤول مشاركة المحتويات في الصحيفة، وصل إلى مئات المرات بينما في شهر مايو/أيار من العام ذاته حدث تراجع بنسبة 100% وتم تسجيل أقل من 10 مرات دخول إلى الموقع.

ولفتت الموقع الإسرائيلي أيضا إلى أنه أصبح مؤخرا عدد المتصفحين من السعودية آخذ بالازدياد وذكر عدد من الصحفيين، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أن دخول الموقع بات ممكنا.

وأشارت التقارير كذلك إلى أنه هنالك الآن إمكانية لدخول كل المواقع الإخبارية الإسرائيلية من السعودية، والمواقع الناطقة بالعبرية أيضا.

تجدر الإشارة إلى أن «جيروزاليم بوست» هي صحيفة مالكوها يهود وذات طابع صهيوني، تصدر باللغة الإنجليزية، وليس معروفا بعد ما الذي دفع السلطات في السعودية لإلغاء الرقابة التي فرضت على موقع الصحيفة.

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن عددا من المتصفحين، في ظل هذا الأمر، عبروا عن أملهم بأن تكون هذه الخطوة دلالة على بدء تطبيع علاقات من نوع ما بين السعودية وإسرائيل، على ضوء العلاقات التي تتعزز بين الدولتين نظرا لوجود مصالح إقليمية مشتركة.

وكانت «جيروزاليم بوست»، الناطقة باللغة الإنجليزية، قد أكدت على أن السعودية ألغت رقابتها وحظرها المفروضين على الصحافة الإسرائيلية، وبات بإمكان السعوديين الدخول إلى موقعها والمواقع الإسرائيلية، وتصفحها بلا حظر، بما يشمل الإعلام العبري.

ولفتت الصحيفة إلى أن عدد متصفحي موقعها من السعودية آخذ بالازدياد.

ونقلت عن إعلاميين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أن دخول الموقع بات ممكنا، وكذلك كل المواقع الإخبارية الإسرائيلية.

وتلقت تل أبيب الخطوة السعودية بالترحاب، فقد عبر الإسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سرورهم بما سموه بدء التطبيع مع المملكة، وتعزز العلاقات بين الجانبين.

يُشار إلى أن السعودية تقوم بفرضٍ حظرٍ شامل على العديد من وسائل الإعلام العربية، التي يرى صناع القرار في الرياض، أنها تقوم بنشر قضايا لا تتواءم مع سياسة المملكة، كما تمنع العديد من الصحف العربية، الصادرة في الوطن العربي، أو في المهجر من الدخول إلى أراضيها، وتقوم بحجب مواقعها على الإنترنت.

ونهاية أغسطس/آب الماضي، أفادت مصادر صحفية بأن الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي» يخطط لزيارة  «إسرائيل» مجددا والتقاء بعض المسؤولين الإسرائيليين تحت عنوان الحلقة الثانية من دراسات يجريها مركزه البحثي بالتعاون مع مثقفين وباحثين إسرائيليين وفلسطينيين.

وقالت صحيفة «رأي اليوم» إن الجولة الثانية من مغامرات السعودي «عشقي»  مع  إسرائيليين على النار وبمساعدة مسؤولين في السلطة الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن «عشقي» أنه يزور فلسطين ويتواصل مع مؤسسات فلسطينية وليست إسرائيلية، لكن هذا القول  ينظر له كثيرون باعتباره تبريرا لاتصالات التطبيع المتنامية خلف الستارة بين دوائر إسرائيلية وأخرى سعودية.

ويمهد مكتب دراسات سعودي يصف نفسه بأنه «مستقل» لإجراء جولة جديدة من  دراسات الأزمة والسلام والأمن الإقليمي بمشاركة باحثين إسرائيليين، وتتم مثل هذه الاتصالات عبر روافع فلسطينية.

وأوضحت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة جدا، بأن اتصالات  «عشقي» تتخذ طابع إجراء دراسات لكنها منسقة مع مكتب ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

ولفتت إلى أن أطرافا في السعودية وجدت في اتصالات «عشقي» محاولة لتأسيس قناة مباشرة دون تحمل مسؤوليات رسمية خصوصا في ظل قناعة أركان السلطة الفلسطينية بأن تحركات «عشقي» لا يمكنها أن تكون غير منسقة مع حكومة بلاده أو مع شخصيات نافذة فيها.

وسبق لاتصالات مماثلة أن جرت بين «عشقي» وإسرائيليين في عواصم أوروبية، لكن زيارة قام بها الأخير للداخل الفلسطيني أثارت الكثير من الجدل، خصوصا وأن «عشقي»  يوصف داخل السعودية بأنه على طريق أسلوب ونظرية الأمير «تركي الفيصل» رئيس الاستخبارات السابق.

وكان «عشقي» قد صرح في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري أنه يخطط لتكرار زيارته لـ«إسرائيل»، مؤكدا أن أحدا لم يحقق معه بعد الرحلة الأولى، وأنه وإن كان لا يمثل الدولة إلا أن آراءه تسير ضمن حدود المبادرة العربية التي أعلنها العاهل السعودي السابق عام 2003.

واعتبر أن الشعوب العربية تتعامل بعاطفتها مع «إسرائيل» رغم أنها باتت أمرا واقعا، حسب قوله.

وأكد «عشقي» أن زيارته لـ«إسرائيل» قد تتكرر مستقبلا، مشيرا إلى أن اهتمام «إسرائيل» بالزيارة، دليل على الرغبة لديهم لوضع حل للصراع، وكسر العزلة في الشرق الأوسط، معتبرا أن هذه البوادر ظاهرة صحية رغم أنها جعلته في دائرة النقد، لذلك فهو سعيد بها.

وكالات-