صحيفة «التايمز» البريطانية-
كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أن السعودية و«إسرائيل» تجريان محادثات لإقامة علاقات تجارية، وهي خطوة كبيرة من شأنها وضع تل أبيب على طريق تطبيع العلاقات مع الرياض.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية وأمريكية إن العلاقات قد تبدأ محدودة النطاق، على سبيل المثال عن طريق السماح بعمل الشركات «الإسرائيلية» في الخليج، والسماح كذلك لخطوط «إل عال» الجوية بالتحليق في المجال الجوي السعودي.
واعتبرت «التايمز» أن أي تقدم من هذا القبيل قد يدعم التحالف بين العدوين اللدودين لإيران، كما يمكن أن يُغير حركة الكثير من الصراعات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة: «تفسر احتمالية وجود علاقات أوثق مع إسرائيل جزئيا سبب فرض السعودية وحلفائها حصارا شاملا على قطر، في مسعى لإجبار تلك الدولة الخليجية على وقف دعمها لحركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة».
ونقلت الصحيفة عما قالت إنها مصادر قريبة من السعودية رفضها لفكرة تحسين العلاقات، معتبرة إياها «مجرد تفكير مرغوب فيه نيابة عن إدارة أمريكية حريصة على إظهار نتائج فورية لزيارة الرئيس دونالد ترامب الأخيرة للسعودية وإسرائيل».
وقد يمثل هذا التحول أكثر التحالفات علانية بين «إسرائيل» والخليج منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وفقاً للصحيفة البريطانية.
وتشير الصحيفة إلى أن الخوف المشترك من إيران قد يدفع لبناء علاقات بين «إسرائيل» والخليج.
وتطالب السعودية قطر بوقف دعمها لحركة «حماس» وطرد العديد من قادتها، بمن فيهم «صالح العاروري»، الذي تتهمه «إسرائيل» بتدبير هجمات في الضفة الغربية المحتلة. إلا أنه يستبعد تماما أن تقطع قطر العلاقات، وإذا ما فعلت، فإن تلك الخطوة قد ترتد على «إسرائيل»؛ إذ كانت المساعدات القطرية أساسية في إعادة بناء غزة، التي دمرت أجزاء منها في حرب العام 2014.
وهناك اختلاف جوهري في مقاربة مكافحة الإرهاب التي تنتهجها كل من قطر-التي ترغب في الإبقاء على الحوار مع كافة المجموعات، بما في ذلك إيران- والسعودية، الحريصة هي الأخرى على الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة عن طريق انتهاج خط متشدد ضد كافة الجماعات الإسلامية، وفق «التايمز».
ويبدو أن «إسرائيل» تنتظر انقشاع الغبار، في حين ترفض تقديم تنازلات في خطة سلام فلسطينية. وربما تكون السعودية مستمرة لفتح مكتب اتصال غير رسمي لتنسيق المصالح مع «إسرائيل»، إلا أن الاعتراف الدبلوماسي -حسب الصحيفة البريطانية- ربما لا تزال أمامه سنوات.