وكالات-
كشف رئيس الأركان (الإسرائيلي) الجنرال «غادي إيزنكوت»، عن وجود فرصة كبيرة لتحالف دولي جديد في المنطقة لوقف الخطر الإيراني.
وأكد المسؤول الإسرائيلي، استعداد «تل أبيب» لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة، ومشاركة المملكة العربية السعودية، المعلومات الاستخبارية لمواجهة إيران، التي تعد العدو اللدود للرياض.
وحذر «إيزنكوت»، في أول حوار مع مسؤول إسرائيلي، أجرته صحيفة «إيلاف» الإلكترونية السعودية، من أن «المخطط الايراني هو السيطرة على الشرق الأوسط بواسطة هلالين شيعيين، الأول من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان، والثاني عبر الخليج من البحرين إلى اليمن وحتى البحر الأحمر».
وقال «إيزنكوت»، خلال المقابلة، التي يبدو أنها تمت بضوء أخضر من الرياض،: «نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات إذا اقتضى الأمر. هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم»، على حد قوله.
وأضاف، في المقابلة التي جرت في مكتبه بمقر هيئة الأركان، أن (إسرائيل) هي الآن في أفضل حالاتها العسكرية فقد تطورنا كثيرًا، فلدينا القوة العسكرية والاستخبارات وسلاح الجو والمشاة بأفضل الأحوال والجميع يعرف ذلك، على حد قوله.
وعن مناطق التوتر التي تخشاها بلاده، أشار رئيس الأركان (الإسرائيلي)، إلى مناطق وصفها بأنها «سريعة الاشتعال» مثل لبنان والضفة الغربية وغزة وسيناء وسوريا, لكنه عاد وأكد على أن الخطر الفعلي الأكبر في المنطقة هو إيران، بسبب برنامجها النووي، ومحاولة بسط نفوذها في مناطق مختلفة، وسعيها إلى تغيير قوانين اللعبة في المنطقة عن طريق نقل الخبرات وبناء مصانع الأسلحة، ودعم الميليشيات المسلحة.
وعن الموقف السعودي بشأن إيران، أشاد «إيزنكوت»، بما أسماه «توافق تام بيننا وبين المملكة العربية السعودية»، قائلا عن الرياض: «لم تكن يومًا من الأيام عدوة أو قاتلتنا أو قاتلناها».
وتابع: «أعتقد ان هناك توافقاً تاماً بيننا وبينهم بما يتعلق بالمحور الايراني، فأنا كنت في لقاء رؤساء الأركان في واشنطن وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودي، وجدت أنه مطابق تماما لما أفكر به بما يتعلق بإيران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة إيقاف برامجها التوسعية».
وشدد رئيس الأركان (الإسرائيلي)، على رفض أي تموضع إيراني في سوريا بشكل عام، مطالبا بانسحاب إيران و«حزب الله» من الأراضي السورية، قائلا: «حذرناهم من بناء المصانع أو القواعد العسكرية ولن نسمح بذلك».
وبشأن الاحتمالات المتداولة عن توجيه ضربة عسكرية لـ«حزب الله» في لبنان، نفى رئيس أركان الجيش (الإسرائيلي) أي نية لدخول حرب مع «حزب الله»، مثمنا الهدوء على جانبي الحدود، على مدار 11 عاما، منذ حرب 2016.
لكنه عاد وأكد أن موقف «حزب الله»، يضعف مع استقالة رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، وانحسار الدعم الشعبي له، فضلا عن أزمات مالية تلاحقه.
وتعد مقابلة رئيس الأركان (الإسرائيلي)، عبر منير إعلامي على صلة بالسعودية، أمرا ذا دلالة، دفع «إيزنكوت»، للتعبير عن سروره بهذه الفرصة للتحدث عبر الإعلام العربي عن (إسرائيل) عسكرياً وسياسياً.
وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية، قد أشارت إلى أن القيادة السعودية تأمل في نقل مواجهاتها مع إيران من سوريا إلى لبنان، من خلال سحب «سعد الحريري» من منصبه، في إشارة إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني في بث متلفز من المملكة، الأسبوع الماضي.
وكشفت برقية إسرائيلية سرية مسربة، أرسلتها وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى السفارات الإسرائيلية حول العالم، عن وجود تنسيق إسرائيلي سعودي، لإشعال الأوضاع في الشرق الأوسط، عبر التصعيد ضد «حزب الله» اللبناني، وإيران.
والشهور الأخيرة شهدت تسارعا في وتيرة التطبيع بين الرياض وتل أبيب، بشكل علني، حيث بدأ الأمر بالزيارات السرية المتبادلة لمسؤولين من البلدين، وليس أخيرا فتوى مفتي عام السعودية ورئيس «هيئة كبار العلماء » في المملكة، الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، بعدم جواز قتال (إسرائيل).