أليكس فيشمان | يديعوت -
هل هذه المؤشرات تبشر فعلا بتقارب إسرائيلي سعودي.. الأمريكيون يتوقعون خطوة إسرائيلية لن تتخذها (إسرائيل) بسبب تشكيلة ائتلافها الحكومي القائم..
المقابلة النادرة والشاذة التي منحها رئيس الأركان الإسرائيلي لوسيلة الإعلام السعودية ليست بادرة طيبة إسرائيلية، هذه بادرة طيبة سعودية، هي جزء من عملية متواصلة لإعداد الرأي العام في داخل السعودية نحو تحويل العلاقات السرية بين الدولتين إلى علاقات علنية.
لـ(إسرائيل) حلم قديم للحديث علنا مع السعوديين كجزء من تحالف إقليمي مؤيد لأمريكا، في مواجهة التعاظم الشيعي، لم يرغب السعوديون في هذه العلنية، وها هم اتخذوا الآن خطوة صغيرة لها أصداء كبيرة؛ رئيس الأركان الذي ليس رجلا سياسيا، ولكنه شخصية على مستوى وطني في (إسرائيل)، يتحدث مباشرة للجمهور السعودي عن المصالح المشتركة للدولتين، بما في ذلك التعاون الأمني.
لا يمكن لهذا النص أن يكون صدفة، فقد نسق كلمة بكلمة بين (إسرائيل) والسعودية، فحتى ظهور رئيس أركان إسرائيلي في وسيلة إعلامية سعودية ليس مجرد دس أصبع في العين الفلسطينية بل أساسا توجيه الأصبع الوسطى للإيرانيين، والسوريين وحزب الله.
هذه خطوة أخرى للفاعلية السياسية للأسرة المالكة السعودية، تماما مثل القصة التي أدت الى استقالة رئيس الوزراء اللبناني، «سعد الحريري»، على الأراضي السعودية.
من خلف هذه المقابلة يختبئ أغلب الظن حراك ما في خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، التي يعدها منذ أشهر الثنائي «غرينبلت»، و«كوشنير»، مبعوثا الرئيس «ترامب» إلى الشرق الأوسط، في مارس/آذار سيتعين على «ترامب» أن يقرر إذا كان سيسير في هذه الخطة بكل القوة أم أنه يأخذ الانطباع بأن لا أمل في تحقيقها فيتخلى عنها.
لقد نشأ من قبل بضعة أشهر توافق ما، بوساطة أمريكية، بين (إسرائيل) والسعودية بشأن سلسلة من الخطوات لبناء الثقة بين الدولتين، فقد طلب السعوديون من (إسرائيل) خطوتين تصريحيتين وخطوتين عمليتين؛ على المستوى التصريحي طلبوا أن تعلن حكومة (إسرائيل) بأنها تقبل فكرة الدولتين للشعبين، من ناحيتهم لا يكفي التصريح القديم لـ«نتنياهو» في هذه المسألة.
أاما التصريح الثاني الذي طالبوا به فكان أن تعلن حكومة (إسرائيل) بانها تقبل خطة السلام السعودية، مع التعديلات اللازمة. هذا لم يحصل.
أما في الوجه العملي فقد طُلب من (إسرائيل) أن تقوم ببادرة طيبة للفلسطينيين وتنقل إليهم قسما صغيرا من مناطق «ب» و«ج»، هذا أيضا لم يحصل، فرئيس الوزراء ووزير الدفاع لم ينجحا في أن يمررا في الحكومة حتى ولا تبييضا لمبان غير قانونية حول قلقيليا.
أما الطلب العملي الثاني للسعودية وهو الذي بالذات تحفظه (إسرائيل) فهو عدم البناء إلا في الكتل الاستيطانية.
وبالتوازي مع الخطوات الإسرائيلية، يفترض بالسعوديين أيضا أن ينفذوا ثلاث خطوات عملية:
- فتح السماء أمام الطيران المدني الإسرائيلي.
- فتح خطوط الاتصال بين (إسرائيل) والسعودية.
- السماح لرجال أعمال إسرائيليين بالعمل في السعودية. هذا أيضا لم يحصل بعد.
ولا تزال توجد مؤشرات على التقارب؛ ففي الفترة الأخيرة تنشر غير قليل من المقالات التحليلية في الثقافة السعودية تعبر عن موقف الحكم والذي أساسه «نحن حتى لو لم نكن نحب (إسرائيل)، فهذا لا يعني أن ليس لنا مصالح مشتركة معها».
هذا هو إعداد للرأي العام، تماما مثل المقابلة التي منحها رئيس الأركان لموقع الأخبار السعودي.
لا يتبقى الآن غير أن ننتظر لنرى إذا كانت هذه المؤشرات تبشر بالفعل على تقارب، على اختراق.
الأمريكيون يتوقعون خطوة إسرائيلية دراماتيكية ليست (إسرائيل) حاليا، وبسبب المبنى الائتلافي القائم، بقادرة على اتخاذها.
لهذا السبب فإن قرار الرئيس الأمريكي في بذل الجهود السياسية على اتفاق سعودي - (إسرائيلي) منوط جدا بقرار رئيس الوزراء «نتنياهو» تغيير تشكيلة ائتلافه، أو التوجه الى الانتخابات.
* أليكس فيشمان محلل سياسي إسرائيلي