صحيفة «معاريف» الإسرائيلية-
وصف المحلل السياسي الإسرائيلي «بن كاسبيت» العلاقات الإسرائيلية ـ السعودية بالقصة الغرامية المختبئة خلف كواليس الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، وأكد أن المقابلة التي أجراها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي «غادي آيزنكوت» مع صحيفة «إيلاف» السعودية، هي تبشير بخروج تلك القصة إلى النور، مشيرا إلى أن «آيزنكوت» وصف جنرال سعودي، تحدث خلال مؤتمر رؤساء أركان جيوش في واشنطن، بأنه «تحدث كأني أنا المتحدث».
وقال «كاسبيت»، في مقال له بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إنه «لن يولد هنا اتفاق سلام تاريخي، لكن ربما نوع من التطبيع على نار هادئة، العلاقات السرية بين (إسرائيل) وبين السعودية والإمارات المتحدة لم تعد سرا».
ونقل «كاسبيت» عن مسؤولين إسرائيليين تقديرهم بأن « العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية ستخرج إلى النور في المدى البعيد»، مضيفا أنه «ربما ليس بموجب النموذج المصري لسلام كامل، وإنما بنموذج المغرب، أي علاقات يتم الحفاظ عليها على نار هادئة، غير رسمية، ولكنها تزدهر تحت سطح الأرض».
يشار إلى أن هناك علاقات تعاون اقتصادي وسياحي معلنة بين المغرب وبين (إسرائيل) منذ سنوات.
وكشف «كاسبيت» خلفيات المقابلة التي أجراها «آيزنكوت» مع صحيفة «إيلاف» السعودية مشيرا إلى أن الطلب بإجراء المقابلة بقي على طاولة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «رونين منليس»، ثلاثة شهور، وعندما أبلغ الأخير «آيزنكوت» بالطلب، وكان عائدا لتوه من مؤتمر رؤساء أركان جيوش في واشنطن، قال للمتحدث إنه «لن تصدق، جلست هناك وأصغيت إلى أقوال جنرال سعودي، تحدث بدلا من رئيس أركان الجيش السعودي، الذي لا يجيد الإنجليزية، وكان هذا كأني أنا المتحدث».
وتابع «آيزنكوت» قائلا: «أوافق على كل كلمة قالها، وببساطة، هو قرأ تقريري»، في إشارة إلى تقرير قدمه «آيزنكوت» مؤخرا حول تأثير إيران المتزايد في المنطقة، ويقول «بن كاسبيت» إن «آيزنكوت» بعد ذلك وافق على إجراء المقابلة.
ولفت «كاسبيت» إلى أن «اختيار إيلاف لم يكن صدفة، إذ إن مالك الصحيفة هو عثمان العمير، أحد أكثر المقربين من الملك السعودي، وكان رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط».
وأكد المحلل الإسرائيلي أن «العمير صادق شخصيا على إجراء المقابلة وامتنع عن التدخل في الأسئلة، معتبرا أن مراسل الموقع في (إسرائيل)، مجدي الحلبي، يعرف جيدا الوضع في (إسرائيل)، حيث قال: أنت مراسلنا في (إسرائيل)، افعل ما تشاء… وأنت موجود هناك، وتعرف (إسرائيل)، واطرح الأسئلة التي تراها مناسبة».
ونقل « كاسبيت» عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إنه «مررنا الرسائل التي كان من المهم تمريرها في موضوع إيران وسوريا وحزب الله والوضع في الجبهة الشمالية… وفهمنا أنهم قرأوا المقابلة باهتمام كبير».
وتابع « كاسبيت» أنه «هناك حرص في (إسرائيل) على الحفاظ على صوت خافت، لكن المتابعة الإسرائيلية لثنائي الأمراء محمد بن سلمان ومحمد بن زايد من أبوظبي، يجري التركيز عليها بشكل بالغ في الحكومة والجيش الإسرائيليين»، مشيرا إلى أنه «يوجد في (إسرائيل) توجس وترقب من قرارات وخطوات بن سلمان».
ونقل «كاسبيت» عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قوله: «نتعامل هنا مع أميرين شابين نسبيا، ويُظهر بن سلمان جرأة غير مألوفة، وربما مغامرة أكثر مما ينبغي، وهو يتخذ قرارات كانت تعتبر قبل سنة أو اثنتين قرارات جنونية، ويطيح بالدبلوماسية السعودية إلى مستويات مختلفة تماما، وإنه لأمر مثير كيف سينتهي هذا الأمر».
يشار إلى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» مول صحيفة «إيلاف» التي صدرت في مايو/أيار 2001، وذلك حينما كان أميرا لمنطقة الرياض.
وهناك زخم متصاعد بشكل غير مسبوق في العلاقات السعودية الإسرائيلية منذ زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة مايو/أيار الماضي، وصعود ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» التي بلغت ذروتها بدعوات صدرت عن وزراء إسرائيليين للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع (إسرائيل)، ودعوة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» لزيارة السعودية، بالإضافة إلى الأنباء التي ترددت عن زيارة سرية قام بها «بن سلمان» إلى تل أبييب.
وقبل أيام، كشف وزير الطاقة الإسرائيلي، «يوفال شتاينيتس»، أن (إسرائيل) تقيم علاقات سرية مع دول عربية معتدلة بينها السعودية.