التلغراف - ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-
قال ياكوف ناجيل، مستشار الأمن القومي السابق في تل أبيب، إن السعودية لا تهتم بالفلسطينيين ما دام بإمكانها التوصل لاتفاق مع "إسرائيل" ضد إيران، بحسب ما نقلت عنه صحيفة التلغراف البريطانية.
وتابع ناجيل: "أن المملكة العربية السعودية حريصة على إقامة علاقات دبلوماسية، وهي مستعدة للتوقيع على أي نوع من اتفاقيات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، حتى لو كانت غير مناسبة للفلسطينيين".
وتابع: أن "الرياض حريصة جداً على بدء تعاون مفتوح مع إسرائيل ضد إيران، وهي لا تهتم بشروط التعامل مع الفلسطينيين. عليهم فقط أن يقولوا إن هناك اتفاقاً بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكنهم لن يهتموا بما سيكون عليه شكل هذا الاتفاق".
تأتي تصريحات ناجيل بعد أسابيع من ظهور علامات متزايدة علنية على نية أن تأخذ العلاقة بين السعودية وإسرائيل شكلاً آخر، مع تصاعد التوتر بين الرياض وطهران.
وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد اتهم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأنه هتلر الشرق الأوسط الجديد؛ ممَّا استدعى رداً إيرانياً وصفت فيه طهران بن سلمان بأنه غير ناضج وضعيف العقل.
وحرصت القيادات السعودية السابقة على البقاء بعيدة عن أي سلام مع إسرائيل أو حتى تقارب؛ خشية من ردة فعل الشعب السعودي أو حتى الشعب العربي الذي لا يزال، وعلى نطاق واسع، ينظر إلى إسرائيل على أنها عدو.
إن نظرية مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل بأن السعودية مستعدة للقبول بأي اتفاقية بين إسرائيل والفلسطينيين، بغض النظر عن فحواها، تؤكد من جديد الاحتمال الذي تم طرحه مؤخراً بأن الرياض تسعى للضغط على الفلسطينيين، وإجبارهم على القبول بصفقة برعاية أمريكية.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الرياض والأمير محمد بن سلمان قد شرعا فعلاً بالضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس؛ من أجل القبول باتفاقية السلام الأمريكية.
وقال ناجيل إنه لا يعرف إن كان لدى الرياض القدرة للضغط على الفلسطينيين من أجل إجبارهم على القبول بالتسوية الأمريكية، "آمل ذلك ولكن أعتقد أن الفلسطينيين سيقاومون أي ضغوط تأتي من الرياض لقبول صفقة غير مناسبة، رغم أن السعودية تعتبر مانحاً رئيسياً للسلطة الفلسطينية".
وسيمثل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل أحد أكبر التحولات في السياسة بالشرق الأوسط منذ عقود، كما أنه سيشهد قيام تحالف بين الدولة اليهودية والسعودية ضد إيران، ومن شأن ذلك أن يسعد البيت الأبيض وهو يرى حليفيه يقفان في جبهة واحدة ضد إيران.
وكان وزير إسرائيلي أكد لأول مرة هذا الأسبوع أن مسؤولين إسرائيليين وسعوديين اجتعموا بشكل سري، بناء على طلب السعودية.
ورداً على سؤال إن كان ناجيل قد التقى أي مسؤول سعودي خلال فترة عمله كمستشار للأمن القومي الإسرائيلي، قال: "لن أقول نعم ولن أقول لا".