الخليج الجديد-
في الوقت الذي دعا فيه إعلاميون سعوديون للتطبيع مع (إسرائيل) والتخلي عن القضية الفلسطينية، اعتبر الكاتب والصحفي السعودي «جمال خاشقجي» هذه الدعوات وصمة عار تلاحق المملكة.
وصمة عار
وقال «خاشقجي» في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر»: «لو أعلنت أنني تخليت عن قضية فلسطين فما قيمة إعلاني هذا غير وصمة عار تلاحقني».
وأكد أن «صاحب الكلمة الأخيرة هو فلسطيني مجهول صامد فوق أرضه… وهذا لم ولن يتخل».
أسوأ حملة تشويه للمملكة هو قيام ثلة من المثقفين السعوديين بالتهجم على قضية فلسطين وشعبها الصامد، بتنا كأحمق يضر نفسه بنفسه .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) December 1, 2017
وأضاف: «أسوأ حملة تشويه للمملكة هو قيام ثلة من المثقفين السعوديين بالتهجم على قضية فلسطين وشعبها الصامد. بتنا كأحمق يضر نفسه بنفسه».
لو أعلنت انني تخليت عن قضية فلسطين فما قيمة إعلاني هذا غير وصمة عار تلاحقني، صاحب الكلمة الاخيرة هو فلسطيني مجهول صامد فوق ارضه … وهذا لم ولن يتخل .
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) December 1, 2017
وهو ما وافقه فيه الكاتب الصحفي المصري رئيس تحرير صحيفة «المصريون» (مصرية خاصة)، «جمال سلطان»، قائلا: «بعض المثقفين والكتاب في السعودية عندما يروجون للتطبيع ويهينون فلسطين وأهلها لا ينفقون من رصيدهم الأخلاقي والسياسي؛ فهم بلا رصيد، لكنهم ينفقون من رصيد بلدهم العظيم وسمعته وشعبهم الطيب وسيرته، وهذه لصوصية سياسية وثقافية. عيب».
بعض المثقفين والكتاب في #السعودية عندما يروجون للتطبيع ويهينون فلسطين وأهلها لا ينفقون من رصيدهم الأخلاقي والسياسي ، فهم بلا رصيد ، ولكنهم ينفقون من رصيد بلدهم العظيم وسمعته وشعبهم الطيب وسيرته ، وهذه لصوصية سياسية وثقافية ، عيب
— جمال سلطان (@GamalSultan1) December 1, 2017
دعوات التطبيع
وشهدت السعودية مهد الإسلام وقبلة المسلمين انزلاقا لبحر التطبيع مع (إسرائيل) بشكل علني، خلال الفترة الماضية، وصلت إلى حد السماح بنشر مقال للإعلامي السعودي «أحمد الفراج» في صحيفة «الجزيرة» السعودية بعنوان: «لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى».
وقبل عشرة أيام، غرد الكاتب السعودي «تركي الحمد»، قائلا: «الرياض أهم من القدس، عفوا يا صاحبي.. لم تعد القضية تهمني.. فقد أصبحت قضية من لا قضية له.. مصدر رزق للبعض وإضفاء شرعية مزيفة لتحركات البعض».
#الرياض_اهم_من_القدس
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) November 22, 2017
عفوا يا صاحبي..لم تعد القضية تهمني..فقد أصبحت قضية من لا قضية له..مصدر رزق للبعض وإضفاء شرعية مزيفة لتحركات البعض..
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن الكاتب والمحلل الاقتصادي السعودي، «حمزة محمد السالم»، طالب بالتطبيع، والسماح بزيارة (إسرائيل) للسياحة، مؤكدا أنها ستكون «الوجهة الأولى للسعوديين».
وشاركت الموقف ذاته الناشطة والكاتبة السعودية، «سعاد الشمري»، التي قالت: «60 عاما أشغلتنا الحكومات العربية بالقومية المزيفة وعداء إسرائيل، آن الأوان لنجرب السلام والتعايش».
كما دعا الكاتب السعودي، «أحمد بن سعيد القرني»، بفتح سفارة إسرائيلية بالمملكة مع تمثيل دبلوماسي عالي، قائلا: «اليهود يكنون لنا الاحترام، ولم يعتدوا علينا، أو يفجروا في بلدنا، وأدعوا الملك إلى فتح سفارة وتمثيل دبلوماسي عالي».
يذكر أنه لا يوجد حتى الآن سفارة إسرائيلية في السعودية، في حين تواترت أنباء عن نية المملكة السماح بتلك الخطوة قريبا.
وكانت من دلائل سعي الرياض نحو التطبيع ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة سرية قام بها «بن سلمان» لـ(إسرائيل)، في سبتمبر/أيلول الماضي؛ للتباحث في حل إقليمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن السلطات السعودية نفت حدوث تلك الزيارة.
كما ظهر هذا التطبيع جليا في لقاءات الأمير «تركي الفيصل» الأخيرة وظهوره بمؤتمرات إسرائيلية داخل المعابد اليهودية في الولايات المتحدة وتمنيه فتح سفارة «إسرائيلية» في الرياض قريبا.
كما أعلن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» عن وصول العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، ومنها السعودية، إلى مرحلة غير مسبوقة.
«بن سلمان» صهيوني
دعوات التطبيع المتصاعدة من إعلاميين سعوديين، والتي ترافقت مع الصعود السريع لسلطة ولي العهد، «محمد بن سلمان»، تصدى لها بشدة ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشمل ذلك، وسمين تم تدشينهما على «تويتر»، الأول باسم «#ابن_سلمان_صهيوني»، والثاني باسم «سعوديون ضد التطبيع»، وعبرهما أكد ناشطون رفضهم لسياسات ولي العهد، واعتقاله للعلماء، ومحاولاته التطبيع العلنية التي باتت قاب قوسين أو أدنى، ومحاربته لحركات المقاومة.
وكشفوا عن أن النظام يعمل على الترويج للتطبيع مع (إسرائيل) بدعوى مواجهة إيران وحزب الله والحوثيين.
وأشاروا إلى أن المملكة ستخطو خطوات عدة نحو هذا القرار يبدأ بتجهيز الإعلاميين في الصحف والقنوات التلفزيونية لطرح إمكانية التطبيع، وتجهيز عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لطرح ومناقشة الموضوع، على اعتباره أمراً طبيعياً.
وعبر وسم «سعوديون ضد التطبيع»، غردت «نهى البلوى»، قائلة: «سنبقى ضد الكيان الصهويني المحتل، غير معترفين به كدولة، رافضين التعامل معه، وعاملين على سقوطه وفناءه».
#سعوديون_ضد_التطبيع
— نهى البلوي. (@i_noha9) November 24, 2017
سنبقى ضد الكيان الصهويني المحتل، غير معترفين به كدولة، رافضين التعامل معه، وعاملين على سقوطه و فناءه. pic.twitter.com/j34a4MocJ5
بينما وجه «مزمل أزادي» رسالة إلى المواطن الفلسطيني، قائلا: «إلى أهلنا في فلسطين الحبيبة، نحن أبناء المملكة العربية السعودية ما زلنا على العهد، نقف معكم وننصركم ونعتز بكم ولن نحيد عنكم، ولا تحزنكم تلك الأصوات النشاز، إنهم من أراذلنا، ونحن أولى بأن نلجم أفواههم. عاشت فلسطين العربية، ولا عزاء للخونة».
إلى أهلنا في #فلسطين الحبيبة ، نحن أبناء المملكة العربية السعودية مازلنا على العهد ، نقف معكم وننصركم ونعتز بكم ولن نحيد عنكم ، ولاتحزنكم تلك الأصوات النشاز ، إنهم من أراذلنا ونحن أولى بأن نلجم أفواههم .
— مزمِّل أزآدي (@Palama7081) November 26, 2017
عاشت فلسطين العربية ولاعزاء للخونة.#سعوديون_ضد_التطبيع pic.twitter.com/oLRM8nsm35
واعتبرت «سيرين تلمساني» أن نصرة القضية شرف نحن بحاجة إليه، وقالت: «القضية الفلسطينية ليست بحاجتنا؛ هي ستنتصر حتمًا بدعمنا أو دونه.. نحن الذين بحاجة إلى كسب شرف نصرة القضية، فلماذا نجعل هذا الشرف يذهب لغيرنا؟!».
القضية الفلسطينية ليست بحاجتنا؛ هي ستنتصر حتمًا بدعمنا أو دونه .. نحن الذين بحاجة إلى كسب شرف نصرة القضية، فماذا نجعل هذا الشرف يذهب لغيرنا #سعوديون_ضد_التطبيع#القدس_قضيتنا
— سيرين تلمساني (@SereenTelmesani) November 29, 2017