الخليج اونلاين-
بعد أن نشرت صحيفة "إيلاف" الإلكترونية، المدعومة سعودياً، في نوفمبر الماضي، حواراً صحفياً روّجت له على أنه "الأول من نوعه لجريدة عربية"، مع رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، نشرت مقالاً مشتركاً، مساء الثلاثاء، مع أفيخاي أدرعي المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال.
المقال الذي جاء بعنوان "حماس... ثلاثون عاماً"، واشترك فيه الكاتب الكردي العراقي مهدي مجيد عبد الله، هاجم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووصفها بأنها "لم تعبّر يوماً عن مطالب الفلسطينيين؛ بل كانت بندقية حرب تستعملها إيران تارةً وجهات أخرى تارةً ثانية".
كما اعتبر الحركة "لا تشكّل خطراً على الفلسطينيين ودولة إسرائيل فحسب؛ بل تجاوزتهم إلى دول الجوار؛ الأمر الذي دفع بعض هذه الدول إلى أن تصدر قراراً باعتبارها حركة إرهابية أو جماعة محظورة".
يشار إلى أنه وعلى الرغم من تصنيف السعودية، مع الإمارات ومصر، جماعة الإخوان المسلمين، "منظمة إرهابية"، فإن حركة "حماس"، القريبة من فكر الجماعة، لم يشملها هذا التصنيف.
كما اتهم المقال "حركة حماس بأنها تتسم بازدواجية معاييرها التي تصب في مصلحة قادتها فقط؛ فمرة تلقي بنفسها في حضن بشار الأسد، وتنقلب عليه لاحقاً؛ ومن ثم تبدي دعماً آخر لنظامه، ومرة تلجأ إلى دول الخليج لتنقلب عليهم أيضاً، وأمثلة أخرى كثيرة".
كما شدد المقال المشترك على أن الحركة "لم تقدم شيئاً للفلسطينيين سوى التخلف والجهل والفقر، وتضييع مستقبل الشباب وزرع الكراهية والحقد داخلهم، وها هي السنوات العشر الأخيرة التي تسيطر فيها على قطاع غزة خير مثال على ذلك".
وأشار إلى أن "حماس تلقت تبرعات كبيرة تقدر بالملايين من دول عربية وغربية لتنمية قطاع غزة وإعادة إعماره، نتيجة الحروب التي شهدها والدمار الذي لحق به؛ بسبب عدوانها ضد إسرائيل، لكنها لم تستخدم هذه المساعدات والتبرعات لدفع عجلة غزة قدماً، من النواحي العلمية والتربوية والاقتصادية، لكن حماس استغلت هذه الأموال لبناء مدينة أنفاق كاملة تحت الأرض".
وزعم المقال أن "تقارير أمنية عسكرية إسرائيلية كشفت أن حركة حماس استثمرت نحو 150 مليون دولار منذ انتهاء حرب 2014 في حفر الأنفاق، وتبلغ تكلفة كل نفق 3 ملايين دولار".
يُذكر أن المقاومة الفلسطينية لجأت إلى حفر أنفاق؛ لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عدة أعوام، وباتت تلك الأنفاق مصدراً أساسياً لقوت سكان القطاع، في حين سقط عدة شهداء نتيجة القصف الإسرائيلي عليها خلال السنوات الماضية.
وهذه هي المرة الأولى التي يكتب فيها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقالاً في صحيفة عربية، إلا أنه كان يطل على شاشات فضائية عربية للتعليق على الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وصحيفة "إيلاف" موقع إخباري تأسس في 21 مايو 2001 عن طريق الصحفي السعودي "عثمان العمير"، رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط" السعودية سابقاً.
وتتبنى الصحيفة وجهة نظر ليبرالية لأخبار العالم في مجالات السياسة والاقتصاد والفن والرياضة وغيرها من المجالات باللغة العربية، ويحتوي الموقع على أقسام مختلفة ترصد أخبار العالم والمنطقة العربية السياسية، والرياضية، والاجتماعية والفنية.
وكانت تقارير صحفية غربية وعربية عدة ذكرت أن هناك تقارباً قوياً في المواقف بين السعودية و"إسرائيل"، خاصة عندما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، زار سراً تل أبيب الصيف الماضي.
ومساء الأربعاء، كشفت "هآرتس" أن وزير الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، يسرائيل كاتس، وجَّه دعوة رسمية إلى ولي العهد السعودي لزيارة "إسرائيل"، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه العالَمين العربي والإسلامي موجةً غير مسبوقة من الغضب بسبب القرار الأمريكي اعتبار القدس عاصمة لدولة "إسرائيل".