الخليج اونلاين-
عادت صحيفة "إيلاف" السعودية المثيرة للجدل، مجدداً في حوار مع مسؤول إسرائيلي رفيع، تباهى بوجود "حوار بنّاء وتفاهم تام" مع الدول العربية وحكومة الاحتلال حول قضايا المنطقة المفصلية.
وأجرت الصحيفة حواراً مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ونشرته اليوم الخميس، تطرق فيه للعلاقات بالدول العربية، قائلاً إن هناك حواراً "هادئاً ومعمقاً" مع دول عربية رفض تسميتها، "والأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وثمة تفاهم على نحو 75% من الأمور".
وعند سؤاله إن كان ما يجري في السعودية يسير بهذا الاتجاه، قال: "نعم هناك بوادر، وأقول لكل الدول العربية: تعالوا معنا مع بلاد المبادرات (ستارت أب) مع التقنيات والهاي - تك ومع الموارد من عندكم والقوة الاقتصادية، فمعاً يمكننا إحداث تغيير جذري في الشرق الأوسط والعالم".
وتابع: "الاقتصاد القوي والتطور والتقدم للأفضل بالعالم العربي يلغي حتى التفكير في إيران ومحاولتها السيطرة".
إلا أنه أكد أن هذا التفاهم مع مسؤولي الدول، قائلاً: "مع القيادة الحديث سهل، ولكن الأمور معقدة بين الشعوب".
وعن الاتفاق النووي مع إيران، ورغبة الأوروبيين بالإبقاء عليه، قال إن "أوروبا تخطئ مرة أخرى. في الماضي أخطأ الأوروبيون عندما أبرموا اتفاق ميونخ عام 1938 مع ألمانيا، وبالتالي كلنا يعرف ما حصل وكيف غرر بهم هتلر. بعدها أرادوا الحديث معه والمفاوضات إلا أن ذلك كان خطأ فادحاً، وكلنا نعرف الثمن الذي دفعه العالم آنذاك. أرى أنهم يرتكبون نفس الخطأ، فإيران من دون اتفاق ومع اتفاق لن تلتزم".
وقال له المحاور إن هذا الكلام مطابق لما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليجيب ليبرمان: "يبدو أن هناك توارد أفكار".
وباتت "إيلاف" منصة سعودية لتصريحات مسؤولي الاحتلال، وسمحت من خلالها بتوجيه رسائل معادية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما أوصلت مطالبات الإسرائيليين في حقهم بإقامة دولة لهم.
وقال ليبرمان للصحيفة السعودية، حول القضية الفلسطينية: إن "الحل يجب أن يكون إقليمياً لا ثنائياً، وليس على مراحل بل بالتوازي وبالتزامن يكون الوصول لحل الدولتين والسلام مع الدول العربية وحل وضع عرب إسرائيل"، واقترح "تبادل الأراضي والسكان بين إسرائيل والفلسطينيين".
وحمّل ليبرمان، عبر الصحيفة السعودية، (حماس) مسؤولية سقوط ضحايا في غزة، وزعم أن "حماس تستخدم الأطفال والنساء دروعاً بشرية".
وانتقد أعضاء الكنيست العرب، واتهمهم بدعم ومساندة الإرهاب، واصفاً إياهم بـ "أعداء إسرائيل".
ووصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قائلاً: "أبو مازن هو قائد بوزن الريشة، ولا يشبه السادات (ثالث رئيس لجمهورية مصر) وبيغن (مناحم بيغن مؤسس حزب الليكود وسادس رؤساء وزراء إسرائيل) عندما وقعا معاهدة سلام، وكان يتحد خلفهما الشعب والقيادة العالمية".
وأكد رغبة "إسرائيل" أن تكون "الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح تماماً، وهناك سيادة أمنية إسرائيلية في غور الأردن والضفة الغربية".
من جهة أخرى، نفى ليبرمان اغتيال "إسرائيل" للأستاذ الجامعي الفلسطيني فادي البطش في كوالالمبور، وقال: "نحن لم نغتله"، وتابع ساخراً: "اسأل جيمس بوند.. ربما قتله كما في الأفلام".
وفجر السبت (21 أبريل)، أطلق مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية النار على الأكاديمي الفلسطيني البطش، عضو حركة "حماس"، البالغ من العمر 35 عاماً، أثناء سيره على ممر المشاة؛ ما أسفر عن مقتله، حسب شرطة كوالالمبور، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتياله. فيما اتهمت حركة (حماس) جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله.
وعن وجود إيران في سوريا ومهاجمة طهران لإسرائيل، قال ليبرمان: إن بلاده "لا تريد الحرب مع أحد، لكنها لن تسمح بمنصات إيرانية في سوريا مهما كان الثمن"، مؤكداً أن النظام الإيراني "يعيش آخر أيامه".
وتابع أنه إذا هاجمت إيران تل أبيب، فإن "إسرائيل ستضرب طهران، وستدمر كل موقع عسكري إيراني يهددها في سوريا، مهما كان الثمن".
جدير بالذكر أن صحيفة "إيلاف" السعودية، أثارت الجدل سابقاً حين نشرت حواراً صحفياً مع رئيس الأركان الإسرائيلي، كما نشرت مقالات بتوقيع إسرائيلي، منها مقال هاجم حركة "حماس"، ووصفها بالإرهابية.
ونشرت أيضاً مقابلة مع وزير الاستخبارات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس، هدد خلاله بإعادة دولة لبنان إلى العصر الحجري في حال اندلاع حرب مع "حزب الله"، واقترح على حكومات السعودية والإمارات والبحرين بإحياء مشروع قطار الحجاز التاريخي لربط "إسرائيل" بمحيطها العربي.
وقال إن "إسرائيل" ستدمر كل موقع عسكري إيراني في سوريا قد يشكل تهديداً على أمنها، "مهما كان الثمن"!
وهذه المقابلات الصحفية والمقالات، تأتي بعد تولي الأمير محمد بن سلمان، في يوليو 2017، منصب ولاية العهد، وقد رسم صورة لمستقبل العلاقات الاقتصادية بين العاصمة السعودية الرياض وتل أبيب، وقال: إن "إسرائيل تشكّل اقتصاداً كبيراً مقارنة بحجمها، كما أن اقتصادها متنامٍ".
وأضاف في تصريحات مؤخراً: "لعل هناك الكثير من المصالح الاقتصادية المحتملة التي قد نتشاركها مع إسرائيل، ومتى كان هناك سلام مُنصف فحينها سيكون هناك مصالح بين تل أبيب ودول مجلس التعاون الخليجي ودول كمصر والأردن".
وهذه التطوّرات في العلاقات بين الرياض وتل أبيب تأتي أيضاً في ظل فتح السعودية أجواءها أمام شركات طيران تتجه في رحلاتها إلى تل أبيب، في سابقة تمهّد لعلاقات اقتصادية بين الجانبين، بحسب ما يراه محللون اقتصاديون.