القناة العبرية العاشرة،-
كشفت القناة العبرية العاشرة، الأحد، أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أخبر مسؤولين يهوداً أمريكيين، بأن أمام الفلسطينيين خيارين؛ إما القبول بعملية السلام، التي باتت توصف بـ"صفقة القرن"، وإما "التوقف عن الشكوى".
وجاءت تعليقات ولي العهد السعودي، خلال اجتماع عُقد في نيويورك مع زعماء يهود أمريكيين في أواخر مارس لدى زيارة بن سلمان أمريكا، بحسب الإعلام العبري.
وأضافت القناة العبرية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، كان بن سلمان قد تحدث معهم في أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن، أن القيادة الفلسطينية قد "أهدرت العديد من الفرص مراراً وتكراراً" للتوصل إلى اتفاق سلام، على مدى العقود الأربعة الماضية.
ونقل المسؤولون الإسرائيليون عن بن سلمان أنه أكد في واشنطن أن القضية الفلسطينية لا تسبب ضغوطاً على المملكة، في حين تمثل التهديدات الإيرانية مسألة أكثر أهمية.
وأضاف ولي العهد السعودي قائلاً: "رغم ذلك، يجب أن يكون هناك تقدُّم في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ حتى نتفق على تطبيع العلاقات (مع إسرائيل)".
وتأتي تسريبات الإعلام العبري، بعد أسابيع قليلة من مقابلة مثيرة للجدل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مع رئيس تحرير مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، جيفري غولدبرغ.
وفي تلك التصريحات، اعترف بن سلمان بوطن لـ"إسرائيل"، خلال زيارته واشنطن في 20 مارس الماضي، مما فجر موجة غضب فلسطينية كبيرة، وسط اتهامات وتحذيرات من الدور "المشبوه" الذي تقوم به الرياض لتصفية القضية الفلسطينية وشرعنة الاحتلال ضمن مخطط "صفقة القرن".
وقال بن سلمان خلال المقابلة: إنه "ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة إسرائيل، وأعتقد أن لكل شعب الحق في أن يعيش بوطنه بسلام".
وتتمسك الرياض بطرح "صفقة القرن" الأمريكية، على الرغم من الرفض الفلسطيني القاطع لها؛ لما تحمله من مخاطر كبيرة تهدد مستقبل قضيتهم.
وتشير تقارير دولية إلى أن الصفقة تقع في 35 صفحة، وعلِم بها الجانب الفلسطيني بالكامل، وعلّقت السلطة بقولها: "لن تجد فلسطينياً واحداً يقبل بها"، بحسب ما صرح به مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه.
والشهر الماضي، كشف قيادي في السلطة لـ"الخليج أونلاين"، أن الرياض وجَّهت خلال الأيام الماضية، دعوة رسمية لعباس لزيارة أراضيها، في محاولة منها لتطويق الخلاف القائم مع الفلسطينيين، بسبب "صفقة القرن".
وأضاف القيادي، الذي رفض كشف اسمه: "الرياض لم يعجبها كثيراً حالة الرفض الفلسطيني القاطعة، لدورها في صفقة القرن المشبوهة، وعندما فشلت في إقناعنا بقبولها لجأت إلى طريق جديد؛ وهو اللقاء المباشر مع الرئيس أبو مازن".
وتقضي الخطة، بحسب صحيفة "الحياة"، بدولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة تغطي نصف الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، من دون القدس، والبدء بإيجاد حلول لمسألة اللاجئين.
كما تقول الصفقة إنه على الفلسطينيين بناء "قدس جديدة" على أراضي القرى والتجمعات السكانية القريبة من المدينة، بحسب ما نشره الموقع.
وتقضي الصفقة ببقاء الملف الأمني والحدود بيد "إسرائيل"، في حين تبقى المستوطَنات هناك خاضعة لمفاوضات الحل النهائي، التي لم يحدَّد سقف زمني لها.
وعن المدينة القديمة في القدس التي فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، تقضي الخطة بإنشاء ممر من "الدولة الفلسطينية الجديدة" إلى القدس القديمة للعبور هناك لأداء الصلوات.