ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

ربط إسرائيل بالخليج.. التطبيع على قضبان سكة حديد السلام

في 2018/11/14

وكالات-

مشروع (إسرائيل)ي يرمي لربط دول الخليج ب(إسرائيل) مرورا بالأردن طرحته (إسرائيل) مؤخرا، في خطة لا تخلو من عناصر ترغيب وترهيب.

والأربعاء الماضي، طرح وزير النقل الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، خلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط، على دول الخليج وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد يحمل اسم "سكة حديد السلام"، يربط دول الخليج بـ(إسرائيل) مرورا بالأردن.

"كاتس"، الرافض لقيام دولة فلسطينية، لفت إلى الفائدة التي ستعود على الفلسطينيين من خلال هذه الخطة، عبر ربطهم بميناء حيفا (شمال) غربا، ودول الخليج العربي شرقا.

الوزير لم يغفل، أيضا، التطرق إلى الفوائد الاقتصادية الهائلة التي ستعود على (إسرائيل) والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى، ومستقبلا العراق وسوريا أيضا.

ويطرح "كاتس" خط سكة الحديد باعتبارها "بديلا يجعل من الممكن تفادي المخاطر الإيرانية في مضيق هرمز ومضيق باب المندب"، حسب تفصيل مصور للخطة، اطلعت عليه "الأناضول".

وباستثناء الأردن، فإن الدول العربية الأخرى التي يشملها خط سكة الحديد، لا تقيم علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)، بانتظار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

بوابة التطبيع

المسؤولون الفلسطينيون يأملون من أشقائهم العرب عدم تطبيع علاقاتهم مع (إسرائيل) قبل انسحاب الأخيرة من الأراضي المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية التي يؤكد العرب سنويا في قممهم التمسك بها بحذافيرها كما اعتمدت في بيروت عام 2002.

في المقابل، يطرح وزراء في الحكومة الإسرائيلية التطبيع مع الدول العربية طريقا لسلام محتمل مع الفلسطينيين، خلافا للموقف الفلسطيني والعربي الذي يرى في السلام الفلسطيني الإسرائيلي طريقا للتطبيع مع الدول العربية.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، نهاية الشهر الماضي: "اعتقدنا دائما أنه لو حللنا مشكلة الفلسطينيين سيفتح هذا الأبواب أمام تحقيق السلام مع العالم العربي".

وتابع: "هذا صحيح بالتأكيد لو كان بالإمكان القيام بذلك، ولكن ربما أنه من الصحيح أيضا وربما أكثر هو بأن لو انفتحنا على العالم العربي وطبعنا العلاقات معه، فهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى إمكانية المصالحة والسلام مع الفلسطينيين".

وغداة تصريحه، أجرى "نتنياهو" زيارة إلى مسقط بسلطنة عمان استقبله خلالها السلطان "قابوس بن سعيد".

وبعد أيام على ذلك، زار "كاتس" العاصمة العمانية، للمشاركة في المؤتمر الدولي.

ونشر "كاتس" شريط فيديو أظهر مراسم استقباله بالرقص والسيف لدى وصوله السلطنة.

وأعلن "كاتس" أن زيارته تهدف لعرض مشروعه حول ربط (إسرائيل) ودول الخليج ومن ثم دول أخرى في العالم العربي، بسكة حديد.

تفاصيل المشروع

حسب عرض للمشروع نشره "كاتس" عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، تستند "المبادرة إلى فكرتين أساسيتين: (إسرائيل) تكون جسرا بريا، والأردن مركزا إقليميا لنقل البضائع".

وجاء في العرض أن "الخطة من شأنها أن تخلق مواصلات أقصر وأسرع وأقل كلفة وأكثر أمنا، وتساهم في اقتصادات الأردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول الخليج".

ولفت إلى خط الحجاز الرابط بين حيفا وعسقلان، الذي تم افتتاحه العام 1916.

وقال: "سيمتد هذا الخط شرقا إلى معبر الشيخ حسين (الحدود الأردنية الإسرائيلية)، ويتجه جنوبا إلى معبر الجلمة في الضفة الغربية؛ بحيث يمكن للفلسطينيين الارتباط به لتصدير واستيراد البضائع عبر ميناء حيفا، وأيضا باتجاه الشرق نحو الأردن والسعودية ودول الخليج".

ووفق المصدر نفسه، ستتم إقامة منطقة حديثة كبيرة للبضائع في إربد لإنعاش الاقتصاد الأردني.

ومن هناك، يتجه خط سكة الحديد جنوبا إلى العاصمة السعودية الرياض، بطول 1590 كم، ومنها إلى ميناء الدمام بالمملكة، بطول 450 كم، ثم ميناء الجبيل (بالمملكة أيضا) بطول 970 كم.

ومن السعودية يمتد الخط إلى دبي في دولة الإمارات.

ويشير العرض إلى إمكانية الربط بين الأردن والعراق وسوريا مستقبلا حال استقرار الأوضاع فيهما.

وحسب العرض، فإنه في غضون عقد من الزمن، ستبدأ عوائد الخط بالظهور.

ففي العام 2030، يتوقع أن تبلغ قيمة النمو المتوقع للاقتصاد الإقليمي 15 مليار دولار للأردن، و25 مليار دولار للعراق، و80 مليار دولار للسعودية، و85 مليار دولار للإمارات، و45 مليار دولار للكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.

أما حجم التجارة المتوقعة عبر المسار، سيصل في العام 2030 إلى 250 مليار دولار.

ويتضح من المخطط أنّ الربط مع (إسرائيل) لا يقتصر على سكك الحديد إذ يمتد أيضا إلى البحر.

ويشير إلى أنه بعد وصول البضائع والأفراد إلى (إسرائيل) عبر سكك الحديد، يمكن الانتقال من (إسرائيل) بحرا إلى الولايات المتحدة وأوروبا ودول المتوسط والغرب.

ويختم العرض بعبارة: "مبادرة المسارات للسلام الإقليمي ضرورية ومرغوبة وممكنة".

حتى الآن، لم تعلن الدول التي يشملها المخطط موقفها من الخطة الإسرائيلية.

لكن مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية "جيسون غرينبلات"، اعتبر أن المخطط داعما للجهود الأمريكية، في إشارة إلى خطة السلام الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن".