ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

هآرتس: هل طلب بن سلمان تقنيات تجسس إسرائيلية؟

في 2018/11/28

هآرتس- ترجمة علي النجار -

قالت صحيفة "هآرتس"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود باراك"، تلقى عرضا في عام 2015، لمساعدة السعودية في الحصول على تقنيات تتعلق بالحروب الإلكترونية والتنصت على المحادثات الهاتفية، مشيرة إلى أن العرض جاء عبر وسيط قال إنه يمثل ولي العهد السعودي.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن رجلا قال إنه يمثل ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، أجرى اتصالات مع "إيهود باراك" في عام 2015، وأبلغه أنه يريد مساعدته في شراء تقنيات سيبرانية تساعد السعوديين على التنصب على مواطنيهم، والمحادثات الهاتفية لأعداء النظام الحاكم.

ووفق تسجيل للمحادثة، اطلعت عليها "هآرتس" قال الرجل إنه يريد من "باراك" أن يأخذ دور ممثل الشركة التي أنشأها وأن يذكر للوسيط أسماء الشركات التي لديها تقنيات مشابها للاهتمامات في مجالي التنصت والحرب السيبرانية.

وذكرت الصحيفة أن أمر وجود تسجيل لمحادثة الوسيط مع "باراك" تمت مناقشته لأول مرة في تقرير استقصائي في برنامج "Shetach Hefker" الذي تبثه هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (رسمية).

ووفقا لبيان صادر عن "باراك"، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي العرض في المكالمة الهاتفية التي كان مصدرها من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الوسيط كان قد أخبر "باراك"، وهو أيضا وزير دفاع أسبق لـ(إسرائيل)، عما وصفها بفرصة عمل مثيرة للاهتمام، وتحدث الوسيط عن اجتماع عقده مع الحكومة السعودية قبل أسابيع في أكبر مدينة في الإمارات وهي "دبي".

وذكر الوسيط أن السعوديين جاؤوا إلى الإمارات لمشاهدة عروض تقديمية تتعلق بتقنيات الحرب السيبرانية والتنصت، مؤكدا أنه حظي بثقة الرجلين في الصف الأول خلف الملك، وهما وزير الدفاع وشقيقه.

وكان يشير إلى ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، وشقيقه "خالد بن سلمان" الذي يشغل حاليا منصب سفير السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما ذكرت الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاهتمام الذي يظهر تجاه ضباط الجيش، والسياسيين الإسرائليين السابقين، ليس بجديد، لكن هذه المرة كانت الظروف مثيرة للاهتمام بشكل خاص لعدة أسباب.

أولا: باراك هو رئيس وزراء سابق،

ثانيا: الاتصال تم باسم دولة، وليس شركة،

ثالثا: كانت المملكة العربية السعودية التي ارتبطت مصالحها الاستراتيجية والدبلوماسية والأمنية بمصالح (إسرائيل)،

ورابعا: الشخص الذي قال الرجل إنه يمثله، هو واحد من أكثر الشخصيات تأثيرا فى العالم العربي والعالم.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرجل (الوسيط) قال إن الصفقة ستكون مفيدة ماليا لعدد من الأفراد المقربين من العائلة المالكة بحيث يكون هيكل الصفقة مميزا جدا، وأنه سيكون سعيدا بالجلوس مع "باراك" وتوضيح ذلك.

وقال الرجل أيضا إن هذا الموضوع ليس مناسبا للحديث فيه عبر الهاتف، وأن معاليه (بن سلمان) يفضل أن تتم الصفقة بطريقة معينة، وقال إن هناك دائما ميزة اقتصادية للأشخاص الذي يشاركون في صفقة بهذا الحجم.

وكان رد "باراك" أن الأمر على مايرام، وأنه يتفهم ذلك، ثم سأل الرجل، إذا ما كان "باراك" بالفعل يتفهم ما يريده بالتحديد، وأجاب "باراك" أنه فهم.

وفى بيان أصدره "باراك" في هذا الصدد قال إنه "لم يقم بالتعامل فيما يتعلق بالأسلحة أو الأنظمة العسكرية أو أنظمة الدفاع فى أي مرحلة من مراحل نشاطه التجاري، وبالطبع يقترب منهم عشرات الأشخاص كل أسبوع كتابيا أو شفهيا، مع أفكار مختلفة".

وعلقت الصحيفة أن "باراك" غالبا ما يعبر عن وجهات نظر تتناول مواضيع سياسية واجتماعية ودبلوماسية، سواء في وسائل الإعلام التقليدية أو الاجتماعية، لافتة إلى بعد أنه ترك السياسة في وقت مبكر من هذا العقد، وانخرط في مجال الأعمال.

وذكرت أن بعضا من اهتمامات "باراك" معروفة علنا، على سبيل المثال، هو رئيس شركة الماريجوانا الطبية InterCure، لكن العديد من اهتمامات "باراك" مخفية عن الرأي العام.

وأوضحت أنه هذا التسجيل يساهم في إظهار خبرة "باراك" في مجال الصناعة السيبرانية الإسرائيلية، ومعرفته بمنتجاتها ونظام توزيعها.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم عملاء هذه الصناعة هم من الحكومات، بما في ذلك بعض العملاء الذي يمثلون الدول العربية التي ليست لديها علاقات رسمية مع (إسرائيل).

وقالت إن "باراك" أكد أكثر من مرة، خلال الأشهر الأخيرة، أن الكيانات التي لديها علاقات حارة مع دول المنطقة هي الشركات الخاصة،  ردا منه على محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إظهار هذه الإنجازات كنجاحات سياسية لحكومته.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن صفقة 2015 لم تتم، لكن السعوديين ظلوا يبدون اهتماما بالحلول السيبرانية المشابهة التي تنتجها الشركات الإسرائيلية.

وكما ذكرت "هآرتس" هذا الأسبوع، ففى عام 2017، تفاوض السعوديون مع شركة NSO Group Technologies، التي يقع مقرها فى هرتسليا بالقرب من تل أبيب.

وبالعودة للمحادثة بين الوسيط و"باراك" في 2015، قالت الصحيفة إن الوسيط قال إنه يدير الأمر مع محام يمثل وزارة الدفاع السعودية، وهو مواطن بريطاني من أصل يهودي.

وقال الوسيط إنه اكتسب ثقة المحامي الطرف الآخر، الذي أراد الحصول على دعوة رسمية للقدوم إلى (إسرائيل) لرؤية الانظمة أثناء عملها، وسيكون بمثابة عين وأذان السعوديين في الصفقة.

وسأل "باراك"، عن الجهة التي يعمل لديها الوسيط، وذكر له أسماء عدد قليل من الشركات السيبرانية، وقال الوسيط إنه يعمل فقط لنفسه، و"لكي يكون دقيقا لصالح زوجته"، ثم قال اسمها بالكامل، وانفجر فى الضحك.

وقال الوسيط، وفقا للصحيفة، إنه تلقى نصائح من أشخاص مقربين منه وتوصيات من أصدقائها، وأضاف أنه التقى مع ممثل إحدى الشركات، مضيفا أنه يعلم أن التقنية الخاصة بـ"باراك" تم استخدامها وتركيبها في عدد من البلدان التي لا يمكن مناقشتها عبر الهاتف.

وأوضحت الصحيفة أن الشركات التي ذكرها "باراك" والوسيط، تعمل على تطوير قدرات التنصت والرصد للمحادثات الهاتفية، وهي تقنية تهدف إلى توفير قدرة استماع شاملة على عدد هائل من المكالمات الهاتفية في نفس الوقت.