ملفات » العلاقات السعودية الاسرائيلية

مؤتمر وارسو كسر ثمن إسرائيل التاريخي للتطبيع مع العرب

في 2019/02/15

متابعات-

"الافتراض القائم منذ فترة طويلة بأن العالم العربي لن يتعامل مع (إسرائيل) حتى يتم حل القضية الفلسطينية ثبت أنه فارغ".. عبارة اقتبسها "أوليفر هولمز" في مقال نشره، الخميس، بصحيفة الغارديان البريطانية تعليقا على مشاهد الصور التي حملت تقاربا وابتسامات متبادلة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" والمسؤولين العرب خلال مؤتمر وارسو، واصفا إياها بأنها "تكسر الثمن التاريخي الذي دفعته إسرائيل مقابل احتلالها للأراضي الفلسطينية".

وتحت عنوان "هل تشير ابتسامات نتنياهو مع القادة العرب لعهد جديد؟"، ذكر "هولمز" أن هذا الثمن تمثل تاريخيا في العزلة عن دول العالم العربي، حيث لم تتمتع (إسرائيل) بعلاقات رسمية إلا مع دولتين فقط هما مصر والأردن، مشيرا إلى أن هذا الوضع اختلف تماما خلال المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية لمناهضة إيران.

وأورد المقال أن المقاطع المصورة التي نقلتها وسائل الإعلام من المؤتمر أظهرت جلوس "نتنياهو" على مائد طعام واحدة مع مسؤولين من السعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين مقتسما الخبز معهم.

وأضاف أن "نتنياهو" توج زيارته إلى سلطنة عمان قبل أشهر بلقاء ومصافحة حارة مع وزير خارجيتها "يوسف بن علوي" في وارسو قبل أن يختتم لقاءاته بمقابلة وزير خارجية اليمن "خالد اليماني".

ونقل "هولمز" عن تغريدة لمبعوث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" للشرق الأوسط "جيسون غرينبلات"، جاء فيها أن "نتنياهو" مازح "اليماني" عندما عرض عليه الميكروفون الخاص به خلال جلسة مغلقة.

وتابع أن "نتنياهو" يعد الناخبين الإسرائيليين بأن التطبيع مع العالم العربي ممكن، حيث تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن المصالح المشتركة، سياسيا في مواجهة إيران وعلى الساحة الاقتصادية، يمكنها أن تتغلب على مطالب التوحد العربي مع القضية الفلسطينية.

وأشار "هولمز" إلى أن واشنطن ضغطت على الزعماء العرب سعياً وراء دعمهم لخطة سلام (لم تصدر بعد) صاغها مستشار "ترامب" وصهره "جاريد كوشنر"، وتقوم بالأساس على تطبيع (إسرائيل) العلاقات مع بعض دول الشرق الأوسط في مقابل تقديم تنازلات للفلسطينيين لم يتم تحديدها بعد.

ونوه المقال إلى أن القيادة الفلسطينية رفضت حضور مؤتمر وارسو رفضا لـ "إضفاء شرعية على الجهود الرامية لتسويق حل زائف تتمحور حوله إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية" وفقا لما صرحت به عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "حنان عشراوي".

غير أن "هولمز" أشار إلى أن البعض في (إسرائيل) مبتهجون بالفعل لنهاية حقبة ربط العلاقات مع دولة الاحتلال بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن الرسالة التي أتت من وارسو واضحة في هذا الشأن.