القدس العربي-
كشف مسؤول فلسطيني مطلع عن تحركات رسمية "غير معلنة" لإفشال جولة صهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وكبير مستشاريه "جاريد كوشنر" الحالية للمنطقة، والتي تستهدف الترويج لخطة واشنطن لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والمعروفة بـ"صفقة القرن".
ونقلت صحيفة "القدس العربي"، عن المسؤول الفلسطيني، الذي رفض نشر اسمه، قوله الأربعاء، إن عددا من مساعدي الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قد زاروا عواصم عربية "بشكل غير معلن" خلال الأيام الماضية ضمن المساعي الرامية لـ "إفشال التحرك الأمريكي"، لتمرير "صفقة القرن".
وتابع المصدر ذاته "بشكل رسمي طلب المسؤولون الفلسطينيون من المسؤولين العرب، الذين سيلتقون بالموفدين الأمريكيين، عدم التعاطي مع المقترحات الجديدة بشأن صفقة القرن من الناحية الاقتصادية، وتوجيه الدعم العربي بشكل مباشر للفلسطينيين والقدس من أجل دعم صمودهم، وعدم التعاطي مع خطة الدعم التي تأتي في سياق التحرك الأمريكي لتمرير الصفقة".
وبحسب الصحيفة، فإن "الاتصالات سواء التي أجريت خلال لقاءات سابقة للرئيس عباس ومساعديه، وتلك التي تجرى في هذه الأوقات مع جهات عربية، خاصة الخليجية، تشمل التأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض لتلك الخطة، وعدم التجاوب معها مستقبلا تحت أي ظرف من الظروف".
وبالتزامن مع جولة "كوشنر"، ومساعده "جيسون غرينبلات" للمنطقة، الأسبوع الجاري، وصف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبوردينة"، ما يجرى طرحه بـ:المشاريع المشبوهة"، مؤكدا أنها "ليست سوى للتضليل وذر الرماد في العيون".
وشدد على أن "طريق السلام سيبقى يمر فقط عبر قرارات الأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بمقدساتها وتاريخها وتراثها".
والإثنين، بدأ "كوشنر" و"غرينبلات" جولة شملت عدة دول عربية، هي السعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين وقطر، إضافة إلى تركيا، من أجل تسويق "صفقة القرن"، حيث قال "كوشنر" في بداية جولته: "نريد أن نأخذ منهم (دول المنطقة) النصيحة بشأن الوسيلة المثلى للمضي قدما وأن نحيطهم علما ببعض تفاصيل ما سنسعى إليه، خاصة بشأن الرؤية الاقتصادية والفرصة الكاملة التي ستسنح إذا حل السلام".
من جانبه، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ "تيسير خالد"، أن مبعوثي الإدارة الأمريكية "ينحيان في جولتهما الحالية الملف السياسي من جدول أعمالهما، وفي جوهره الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري والتطهير العرقي، ويدعوان دول المنطقة للبدء بعمليات تطبيع مع إسرائيل وتحمل الكلفة الاقتصادية لسياسة تصفية القضية الفلسطينية"، على حد قوله.
ومن المقرر أن تقدم واشنطن خطتها هذه للسلام بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في أبريل/نيسان المقبل، فيما تعارضها القيادة الفلسطينية، التي جمدت الاتصالات مع إدارة "ترامب" متهمة إياه بالانحياز بشكل فاضح لـ(إسرائيل)، وتعتبر أن الولايات المتحدة أقصت نفسها من دور الوسيط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) أواخر عام 2017.