متابعات-
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من الرياض، إن هناك محاولات جارية لحذف كل ما تم التوصل إليه دولياً بشأن النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، معتبراً أن ما يجري هو تقديم التطبيع بين العرب و"إسرائيل"، ثم النظر فيما يمكن تقديمه للفلسطينيين.
ويأتي ذلك تأكيداً لما انفرد به "الخليج أونلاين"، في تقرير له يوم 16 فبراير الماضي، حيث كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في رام الله، لـ"الخليج أونلاين"، عن مساعٍ لإجراء تعديلات أساسية في مبادرة السلام العربية التي طُرحت بقمة بيروت عام 2002، وحددت أسس العلاقات مع "إسرائيل" طوال الأعوام الـ17 الماضية.
وأكدت المصادر الفلسطينية في تصريحات حصرية تُنشر لأول مرة، أن المسؤولين في السعودية، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد، بدؤوا يفكرون جدياً في اتخاذ خطوة من شأنها أن تغير مفاهيم العلاقات العربية مع دولة الاحتلال جذرياً.
وأوضحت أن مبادرة السلام العربية التي أُطلقت في 2002، لم تبقَ الدول العربية ملتزمةً أهم بنودها وهو قطع كل أشكال العلاقات الرسمية وغير الرسمية مع "إسرائيل"، وأن السنوات الأخيرة شهدت كسراً وتجاهلاً لهذا البند.
وذكر لافروف، خلال مؤتمر صحفي في الرياض مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، أمس الاثنين، أن "كل ما يظهر من جديدٍ سلبيٌّ، فهناك محاولة لحذف كل ما تم التوصل إليه حتى الآن، وأقصد بذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادئ مدريد وأوسلو، لا سيما مبادرة السلام العربية التي اقترحت حل المشكلة بإعلان حل الدولتين".
وأضاف أن هناك حالياً محاولات لقلب مبادرة السلام العربية رأساً على عقب، بتقديم التطبيع أولاً بين العرب و"إسرائيل"، ثم النظر فيما إذا كان هناك أي شيء ضروري يمكن فعله بشأن الفلسطينيين.
وأمس الاثنين، اعترضت كل من السعودية والإمارات ومصر، صراحة، على بيان مؤتمر البرلمانيين العرب المنعقد في عمّان، لمطالبته بوقف التطبيع مع "إسرائيل"، بعد أن طالب رئيسُ مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، بإدراج رفض التطبيع و"تحريمه سياسياً" ضمن البيان الختامي للمؤتمر.
وكان وزير الخارجية الروسي قد زار الدوحة، أمس، حيث التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأكد لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري، اهتمام البلدين باستمرار الحوار المباشر بينهما على أساس الوثيقة المشتركة، وتوسيع العلاقات الثنائية في مجالات مختلفة.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال وزير الخارجية الروسي إن بلاده مستعدة لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، لبدء حوار دون شروط مسبقة.
وجاء الاعتراض على بند التطبيع، خلال أعمال المؤتمر الـ19 للاتحاد البرلماني العربي، الذي انطلقت أعماله في الأردن، أول من أمس الأحد.
واعتبر رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله آل الشيخ، أن "الدعوة إلى وقف التطبيع مع إسرائيل من اختصاص السياسيين وليس البرلمانيين" (في إشارة إلى الغانم)، مطالباً بـ"حذف هذا البند من بيان مؤتمر البرلمانيين العرب".
وفي الإطار ذاته، طالب وفدا مصر والإمارات أيضاً رئيس مجلس النواب الأردني، عاطف الطراونة، بمراجعة بحث بند وقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن الطراونة تمسّك بالبند، وأكد أن الشعوب ترفض التطبيع.