متابعات-
"لقاء المصالح العلني بين (إسرائيل) والسعودية هو أحد الممرات الإلزامية المهمة في الشرق الأوسط".. بهذه الكلمات لخصت صحيفة "هآرتس" العبرية طبيعة العلاقات بين البلدين، واعتبرته تحالفا ثنائيا ضد إيران، التي كانت ولا تزال سببا لتقاربهما.
الكاتبان في الصحيفة "عاموس هارئيل" و"ياردين ميخائيلي" قالا في تحليل لهما إن "العلاقات بين (تل أبيب) والرياض تأخذ المسار الأمني والاستخباري؛ حيث التقى رئيس الموساد يوسي كوهين مع أطراف أمنية سعودية".
وأضاف التحليل: "كما أن السعودية والإمارات و(إسرائيل) تتقاسم معلومات أمنية لمواجهة التهديدات القادمة من إيران، وهناك تنسيق سياسي في استبدال السيطرة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير، ونقلها للسعودية في البحر الأحمر".
وأوضح أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يرى في السعودية طرفا قادرا على توفير البضاعة التي تحتاجها الولايات المتحدة لعزل النظام في إيران"، حسب ترجمة صحيفة "عربي 21".
ولفت إلى أن "مستقبل العلاقات السعودية الإسرائيلية مرهون بمدى قدرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على المحافظة على قوته".
وأضاف: "حينها ستزداد فرصة التقارب من جديد مع (إسرائيل)".
وأشار تحليل الصحيفة إلى أن رغبة (إسرائيل) في الإبقاء على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" جعلت "نتنياهو" من أشد المدافعين عن الأول في قضية اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي".
وقال: "(إسرائيل) -كما الولايات المتحدة- قلقة جدا من إمكانية الإطاحة بولي العهد السعودي في أعقاب هذه القضية المتدحرجة، وانهيار النظام السعودي قد يسفر عنه تطور خطير في الشرق الأوسط".
وأضاف: "السعودية تحوز منظومات أسلحة متطورة من تصنيع أمريكي، وفي حال وقعت هذه الأسلحة في الأيدي الخاطئة، فإنها ستعرض أمن (إسرائيل) للخطر".
القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لفت التحليل إلى أن "المملكة لا تتدخل كثيرا في مجريات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم أنها أعدت المبادرة السعودية للسلام، وحظيت بدعم الدول العربية، حتى كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن جزء من منظومة العلاقات الإسرائيلية السعودية دون إنذار مسبق، وبتعبيرات صارخة معتاد عليها".
وأضاف أن "السعودية تقدم نفسها زعيمة للعالم العربي، لكن وضع الفلسطينيين القائم حاليا يجعل من الصعوبة عليها الحديث علانية عن العلاقات الودية تجاه (إسرائيل)؛لأن العلاقات السعودية الإسرائيلية قائمة على شبكة مصالح أمنية وتجارية تبدوان مرتبطتين بصورة عضوية".
كان "نتنياهو" صرّح في السابق بأن إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية قد تؤدي إلى تسوية مع الفلسطينيين.
وكشف الكاتبان أن "السعودية وافقت مؤخرا على منح تأشيرات دخول إليها خاصة برجال أعمال إسرائيليين، دون إظهار جواز السفر الإسرائيلي، مع العلم أن المسؤولين السعوديين الاثنين عن توطيد العلاقات السعودية مع (إسرائيل)، هما سعود القحطاني وأحمد العسيري فقدا مواقعهما السيادية بعد قضية خاشقجي".
ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين، وصل إلى حد إجراء ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.
وفي وقت لم يظهر أي حراك رسمي علني يفصح عن وجود علاقات بين (تل أبيب) والرياض، ألمح العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى وجود علاقات "سرية" بينهما.
وسبق أن ذكر "بن سلمان"، العام الماضي، في مقابلة نشرتها مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، أن "للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، الحق في أن تكون لهم أرضهم"، مؤكدا أن "المملكة تتقاسم مصالح كثيرة مع (إسرائيل)، ستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة"، فيما اعتبر أنه "ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)".