متابعات-
أكدت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" عرض مساعدة بقيمة 10 مليارات دولار على الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" في حال دعمه خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن".
وأوضحت الصحيفة، أمس الثلاثاء، أن "بن سلمان" قدم عرضه خلال زيارة "عباس" للسعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حيث طلب ولي العهد السعودي من الرئيس الفلسطيني صراحة إعلان الموافقة على الخطة الأمريكية.
وفقا للصحيفة اللبنانية، فإن "بن سلمان" سأل "عباس": "ما هي ميزانية حاشيتك سنويا؟" فردّ عباس: "لست أميرا ليكون لدي حاشية"، فأوضح ولي العهد السعودي: "كم تحتاج السلطة ووزراؤها وموظفوها من مال؟" فأجاب الرئيس الفلسطيني: "مليار دولار"، فرد "بن سلمان": "سأعطيك 10 مليارات دولار لعشر سنوات إذا وافقت على الصفقة".
لكن "أبومازن" اعترض على الطرح، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى "نهاية حياته السياسية".
ونوهت "الأخبار" إلى أن نص الحوار بين "بن سلمان" و"عباس" منقول عن تقرير كتبه مبعوث الأردن في رام الله "خالد الشوابكة" وأرسله إلى وزارة الخارجية في العاصمة عمان، إضافة إلى معلومات من مسؤولين فلسطينيين في رام الله.
وأضافت أن "بن سلمان" أخبر "عباس" أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مستعد لمنح الفلسطينيين الأرض التي يعيشون عليها، على أن تقوم السعودية والدول العربية بإطلاق مشاريع في الضفة الغربية ومساعدة الفلسطينيين ماليا بشكل يقود إلى الازدهار الفلسطيني، مشيرا إلى أن المملكة ستقدم دعما مبدئيا للسلطة الوطنية الفلسطينية، في هذا الإطار، بقيمة 4 مليارات دولار.
رفض فلسطيني
وفي المقابل، أكد "عباس" لولي العهد السعودي أنه لن يستطيع تقديم أي تنازلات فيما يتعلق بضم المستوطنات إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإلغاء حلّ الدولتين على أساس حدود الأراضي المحتلة عام 1967، واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأضاف أن لدى السلطة الفلسطينية تأكيدات بأن الأمريكيين لن يقدموا أي مقترحات جدية (مكتوبة) لعرضها، بل سيتبعون التكتيك نفسه الذي طُبّق سابقاً في (وعد بلفور)، مشيرا إلى أن "أي ضغوط من أي جهة ستدفع السلطة إلى حل مؤسساتها وتحميل (إسرائيل) مسؤولية إدارة الأوضاع في الأراضي المحتلة".
ونقلت "الأخبار" عن التقرير الأردني أن الجانب الأمريكي أقنع "بن سلمان" بأن "هبّة القدس (بعد إعلان ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال) لن تستمر أكثر من شهر، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، وسيتم تجاوزه بسهولة، خصوصاً إذا تناست الأردن ومصر ما جرى، حيث إن الدول العربية غير مهتمة كثيراً بموضوع القدس، وكذلك الدول الإسلامية الأخرى".
وفي تقرير آخر للمبعوث الأردني، نقل أن "محمود حبش"، مستشار "عباس"، انتقد مصر "لعدم خبرتها" وثقتها الكبيرة بالأمريكيين والسعوديين والإماراتيين، مشيرا إلى أن رسالة السعوديين للرئيس الفلسطيني تمثلت في "ضرورة القبول بالخطة الأمريكية المقبلة".
وحذر "حبش" من أن صفقة القرن "ستغير أساس الأردن ولبنان وسوريا وسيناء وحتى دول الخليج"، مضيفا: "ستصبح سيناء حلا لإقامة الدولة الفلسطينية. أما ما سيتبقى من الضفة الغربية فسيصبح كانتونات بإدارة أردنية وإشراف أمني إسرائيلي".
وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن تقرير المبعوث الأردني في رام الله يظهر مخاوف عمّان من تداعيات الخطة الأمريكية، خاصة بعد نشر تسريبات عن "الضريبة الباهظة التي سيدفعها الأردن لإعادة توطين الفلسطينيين في المملكة، والتخلي عن حراسة المقدسات في القدس الشرقية، وإمكانية اقتطاع جزء من أراضي شرقي الأردن مقابل الأراضي التي ستمنح لها من شمال السعودية".