مجلة إيكونوميست-
علقت مجلة “إيكونوميست” في تقرير مختصر على مسلسلات رمضان السعودية “مسلسلات التغير: يهود أصدقاء، نساء في منصب المدير” حيث يقوم التلفزيون السعودي بالترويج لرؤية السعودية الجديدة ولكنه يتجاهل مظاهر القلق الحقيقية التي تواجه السعوديين حاليا. وتقول: “في عالم قلب رأسا على عقب لا بد من ملاحظة مطردة: الشرق الأوسط يتجادل حول إسرائيل”. وتشير إلى المسلسل التلفزيوني السعودي الذي بث في رمضان “مخرج 7” ويصور عائلة يقودها الممثل السعودي ناصر القصبي. وفي واحدة من الحلقات يصادق ابنه زياد إسرائيليا عبر لعبة فيديو على الإنترنت. وكما في الحياة فقد سببت الصداقة جدلا، إلا أن الجميع ليسوا قلقين، فصهر القصبي في المسلسل يصف إسرائيل بأنها واقع وأن الفلسطينيين هم “أعداء” لم يشكروا المملكة على ما قدمته لهم.
وتعلق المجلة على أن حكام المنطقة المستبدين استخدموا التلفزيون للدفع بسياساتهم خاصة في شهر رمضان، وخاصة عندما تجذب المسلسلات ذات الميزانيات الضخمة ساعات من المشاهدة في مرحلة ما بعد الإفطار. وفي مصر تتم مراقبة النصوص الدرامية للتأكيد على الموضوعات الوطنية. فيما دخلت تركيا والإمارات مبارزة حول الإمبراطورية العثمانية- حيث برز العثمانيون كحكام صالحين في المسلسلات التركية وكمحتلين غير مرغوب بهم في مسلسلات الإمارات.
ويقول النقاد إن “مخرج 7” والمسلسل السعودي الآخر “أم هارون” الذي يصور شخصيات يهودية هي دعوة للتطبيع مع إسرائيل، إلا أن معظم “مخرج 7” يعطي صورة عن التغير في الأعراف السعودية. ويبدأ بمشهد يضع فيه القصبي البشت وهو يحضر نفسه لتلقي خبر ترفيعه. ويقول متفاخرا: “هذه عباءة المسؤولية”، والحيلة هي أنه لم يحصل على الوظيفة ولكنه أصبح تحت مسؤولية امرأة. وفي مسلسل آخر وهو عاطل عن العمل أجبر على العمل كسائق تكسي وهي وظيفة يعمل فيها عادة المهاجرون. ورغم أن المسلسلات تحاول أن تطرح المشاكل الملحة الحالية في السعودية إلا أن الدولة أعلنت في 11 أيار/مايو عن إجراءات تقشف لكي تواجه العجز بالميزانية بسبب فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط، وضاعفت من ضريبة القيمة المضافة وخسر موظفو الخدمة المدنية 1.000 ريال (266 دولارا) من المساعدات الشهرية، ولم يكن المرسوم في ساعات الذروة ولكنه جاء بعد الفجر.
ويعتقد محمد بن سلمان، ولي العهد، أنه يستطيع بناء مجتمع من خلال تشكيله من قرارات تبدأ من أعلى إلى أسفل، والكثير من التغيرات التي أعلنها من قيادة المرأة للسيارة إلى الحفلات الموسيقية طالما طالب بها السعوديون لكن التغيرات الاقتصادية التي تلوح بالأفق ستكون مؤلمة. فقد تم تحصين أجيال من السعوديين من السوق القائم على الرواتب وضغوط المنافسة، وهناك من سيواجهون مستويات معيشة متدنية. ولن تؤدي مسلسلات تلفزيونية مرة لتخفيف مظاهر قلقهم.