يوسف حمود - الخليج أونلاين-
تصاعدت نبرة التهديد والوعيد بين "إسرائيل" وإيران على وقع أحداث مختلفة، فيما يبدو وكأن طبول الحرب تقرع عبر وسائل الإعلام في تل أبيب وطهران، وسط التصعيد بين الجانبين على ساحات عدة في المنطقة.
ولعل آخر تلك التهديدات جاءت من إيران، عقب حديثٍ عن نشر منظومة رادارات في البحرين والإمارات، وهو ما دفع "إسرائيل" إلى تحذير مواطنيها من هجمات إيرانية متوقعة في عدة دول إقليمية وخليجية.
وتتطلع "إسرائيل" من خلال نشر منظومة رادارات في عدة دول عربية تحت ذريعة مكافحة "التهديدات الإيرانية"، إلى بناء حلف استراتيجي جديد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تراه إيران خطراً يقترب من حدودها، فهل جاءت التحذيرات بسبب مخاوف من ردة فعلها؟
تحذيرات إسرائيلية
بعد أيام من تهديدات إيرانية قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن لدى سلطات "إسرائيل" مخاوف من استهداف مواطنيها في دول عدة بينها البحرين والإمارات من قبل إيران.
وذكرت القناة "13" العبرية، 19 يونيو 2022، أن مخاوف من استهداف إيران للإسرائيليين في الخارج تزداد، حيث لم تعد تقتصر على تركيا بل صارت تنسحب على دول عربية.
ونقلت عن مسؤول سياسي قوله: "إذا تواصلت الجهود الإيرانية فستؤدي إلى مخاطر على حياة الإسرائيليين في هذه الدول".
وأضاف: "أنا كنت سأوصي الإسرائيليين بعدم السفر إلى هذه الدول، وإن قرروا السفر يجب عليهم اتباع التعليمات الأمنية والانتباه إلى كل حدث استثنائي.. حالياً يوجد تحذير من السفر إلى هذه الدول، لكنه ليس بمستوى التحذير إلى تركيا".
وسبق أن حذرت "إسرائيل" من أعمال انتقامية ضد الإسرائيليين، كان آخرها في مايو الماضي، فيما كانت قد حذرت سابقاً، في نوفمبر من العام الماضي، عقب اغتيال العالم الإيراني "فخري زاده".
بين تركيا والاغتيال
تشير القناة إلى أن مسؤولين إسرائيليين "عبروا عن مخاوفهم وخشيتهم من أن يصل التهديد على حياة الإسرائيليين الذين يمكثون في الأردن ومصر، وقالوا إنه حالياً لا يوجد حدث محدد بالخصوص في هذه المرحلة".
وفي 14 يونيو 2022، نشرت القناة "13" الإسرائيلية تفاصيل عن تدخل مسؤولين أمنيين إسرائيليين لإجلاء عدد من الأشخاص من تركيا بصورة عاجلة؛ بدعوى وجود خطر داهم من قبل الإيرانيين، بعد أن رفعت تل أبيب درجة التحذير من السفر لإسطنبول إلى أعلى مستوى.
ووفقاً لما بثته القناة الإسرائيلية، فإن عدداً من الإسرائيليين أجبروا على مغادرة تركيا الأسبوع الماضي؛ بسبب تلك المخاوف الأمنية.
وفي 18 يونيو، طالبت السلطات الإسرائيلية رعاياها في مدينة إسطنبول التركية بالاختباء في غرفهم الفندقية، خشية التهديدات الإيرانية المحتملة، على خلفية الاتهامات الإيرانية لتل أبيب بالوقوف وراء اغتيال حسن صياد خدائي، القيادي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
مخاوف متبادلة
خلال شهر مايو الماضي ومطلع شهر يونيو الجاري، هزت إيران سلسلة من الاغتيالات التي تسارع طهران لتحميل "إسرائيل" مسؤوليتها، وهذه الشخصيات تنوعت ما بين ضباط في "الحرس الثوري"، وآخرين من المرتبطين بالبرنامج النووي.
لكن فيما يتعلق بدول الخليج (الإمارات، والبحرين) ونشر منظومة رادارات، فإن "إسرائيل" تتطلع من خلال هذه الخطوة التي جاءت تحت ذريعة مكافحة "التهديدات الإيرانية"، إلى بناء حلف استراتيجي جديد في منطقة الشرق الأوسط، عبر إبرام اتفاقية أمنية للدفاع المشترك مع الولايات المتحدة وعدة دول عربية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
وتسعى تل أبيب من خلال منظومة الرادارات للتمهيد لعقد اتفاقية تعاون أمني دفاعي مع دول خليجية إضافة إلى مصر والعراق والأردن، لمواجهة ما تسميها "التهديدات الإيرانية".
وتعتبر إيران المنطقة الخليجية جزءاً أساسياً من أمنها القومي، وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري علي رضا تنكسيري: إن "السماح بوجود إسرائيل على أراضي دول مجاورة يشكل تهديداً لأمن المنطقة"، محذراً بعض الدول "الشقيقة" من العلاقة مع "إسرائيل"، حسب تعبيره.
توقعات بالرد
يرى الباحث نجيب السماوي، أن التحذيرات الإسرائيلية جاءت بعد "توريط دول خليجية وعربية في مواجهة مباشرة أمام إيران، بدون أن تدفع إسرائيل الثمن"، خصوصاً بعد الحديث عن نشر رادارات في تلك الدول.
وفيما يتعلق بالعمليات الإسرائيلية ضد قيادات إيرانية، يشير السماوي إلى أن تلك العمليات كانت موجودة منذ عدة سنوات، وأن فعل الرد الإيراني جاء بالتهديدات، لكنه لم ينفذ على الأرض.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يعتقد بحدوث "تصعيد بالمواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران، وهذه المواجهة إن حدثت فلن تكون على الأراضي الإسرائيلية، بل كما هو واضح ستكون في مناطق أخرى مثل الخليج والبحر وسوريا وتركيا وغيرها".
وتابع: "إيران تريد إثبات أنها اللاعب الرئيس في الشرق الأوسط، وأنه لا يمكن لأي دولة، خصوصاً دول الخليج، ولو حسّنت علاقاتها مع إسرائيل أن تحمي نفسها من الهجمات الانتقامية وبطرق مختلفة".
ويضيف: "لذلك فإن أول من سيتم استهدافهم في حال حققت إيران وعيدها هم الإسرائيليون، خصوصاً في الدول الخليجية القريبة منها، والذين تزايدوا مؤخراً بشكل كبير، إضافة إلى تركيا".