أمير تيفون- هآرتس-
في الشهور الأخيرة أرسلت إسرائيل إلى السعودية رسائل عبر عدة قنوات، وبموجبها يفضل ترسيخ العلاقات بين الدولتين قبل التعديلات المحتملة في البيت الأبيض بعد حوالي سنة ونصف. تخشى إسرائيل بأنه إذا لم يحظ بايدن بولاية ثانية، قد لن ينجح بديله الجمهوري- ربما ترامب – في تجنيد دعم واسع في الكونغرس، المطلوب لمصادقة سهلة من قبل الولايات المتحدة على الثمن الذي سيعطى للسعودية.
المطالب التي عرضها السعوديون على الأمريكيين كشرط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعيدة المدى، وتتضمن تسليحاً متطوراً، وحلفاً دفاعياً ودعماً أمريكياً لبرنامج نووي. تقدر إسرائيل بأنها مطالب ستواجه مقاومة كبيرة من الكونغرس، وأن احتمالية التوصل إلى دعم واسع من الحزبين ستكون أعلى ما دام بايدن في البيت الأبيض. “ثمة احتمالية لتجنيد ما يكفي من الجمهوريين الذين سيدعون الاتفاق أثناء ولاية بايدن بسبب دعمهم لإسرائيل”، قال لـ “هارتس” مصدر مطلع على الاتصالات، “وسيكون من الأصعب إقناع ديموقراطيين بدعم اتفاق كهذا إذا كان الثلاثة أشخاص المتماهين معه هم ترامب، ومحمد بن سلمان، وبنيامين نتنياهو”.
الاستجابة لمطالب السعودية الاستثنائية تقتضي أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ، سيحتاج جزء منها إلى أغلبية مشابهة أيضاً في مجلس النواب. اليوم، الكونغرس منقسم بين الحزبين، حيث أغلبية ضئيلة للجمهوريين في مجلس النواب، وأغلبية بصوت واحد في مجلس الشيوخ للديمقراطيين. تقدر إسرائيل أن دعماً كبيراً للوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن سيساعد في تجنيد ما يكفي من أصوات جمهورية للحصول على الأغلبية المطلوبة، رغم انعدام رغبة الجمهوريين في منح الرئيس بايدن إنجازاً كبيراً في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية. السناتور الجمهوري ليندزي غراهام، أعلن في نيسان بأنه سيؤيد اتفاقاً أمريكياً- سعودياً- إسرائيلياً إذا بلور بايدن اتفاقاً كهذا.
في المقابل، تتوقع إسرائيل صعوبة أكثر في تأمين دعم ديموقراطي لاتفاق مشابه، إذا دخل رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض بداية 2025. خاصة إزاء حقيقة أن المرشح الأوفر حظاً في الحزب الجمهوري هو الرئيس السابق ترامب في هذه المرحلة. لم يكن مطلوباً مصادقة الكونغرس لاتفاقات إبراهيم، فالصفقة الجانبية للاتفاقات، على بيع طائرات إف 35 للإمارات واجهت نقداً في الكونغرس، ولكن محاولة الديمقراطيين تمرير قرار ضدها انتهت بالفشل. رغم ذلك، لم تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ حتى اليوم، بعد 3 سنوات من توقيعها.
حكومة إسرائيل مهتمة باتفاق مع السعودية، من أجل تغيير جدول الأعمال الداخلي وتقليص الضرر السياسي الذي وقع نتيجة الانقلاب النظامي. ولكن هناك من يخشون من قرار بن سلمان أنه غير معني بمنح بايدن إنجازاً سياسياً.
الاتصالات مع السعودية هي في مرحلة متقدمة، ولم يتم في إطارها صياغة أي وثائق حتى الآن. ومع ذلك، الرسالة التي أرسلتها إسرائيل للسعودية تدل على الدور الرئيسي الذي من المتوقع أن يلعبه الكونغرس الأمريكي في استكمال العملية. السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، عضو لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، قال لـ “نيويورك تايمز” في الأسبوع الماضي، إنه وفقاً لتقديره، وإزاء حجم المطالب السعودية، قد يجد بايدن صعوبة في الحصول على الدعم المطلوب لتوقيع الاتفاق. وأضاف بأنه سيكون هنالك “نواة قوية من المعارضة الديمقراطية” لأي اقتراح لا يتضمن خطوات فعلية تحافظ على حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين.
أمس، نشر أن رئيس الموساد دادي برنياع، زار واشنطن سراً قبل حوالي أسبوعين، وطرح الموقف الإسرائيلي بخصوص المطالب السعودية، وخاصة في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي. مصادر سياسية إسرائيلية قالت للصحيفة قبل شهرين إن المطالب بشأن التسليح وبشأن البرنامج النووي قد تكون إشكالية من ناحية إسرائيل.