الخليج الجديد-
كشفت مصادر خاصة، أن رسالة ملكية أوقعت بالعشرات من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين، في قبضة الاعتقال والمنع من السفر، والتحفظ على أموالهم، بدعوى التورط في قضايا فساد.
وقالت المصادر، إن الأمراء والوزراء الذين شنّت السعودية حملة الاعتقالات بحقهم، السبت الماضي، تلقوا رسالة قبل أسبوع تفيد بأن الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، ونجله ولي العهد، الأمير «محمد بن سلمان» يريدان الاجتماع بهم، لبحث عدد من الأمور.
ووفق الرسالة، فإن الاجتماع كان من المقرر أن يعقد في العاصمة الرياض، الأمر الذي وفر فرصة ثمينة لـ«بن سلمان» لاعتقال المشار إليهم، إذ اتخذت على الفور إجراءات بمنع إقلاع الطائرات الخاصة في كل المطارات، وتعميم لائحة بعشرات الأسماء عند المعابر الحدودية ممن صدر بحقهم قرار منع سفر.
ووصفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، ما حدث بأنه «كمين وهمي»، مضيفة: «اكتشف الجميع أنها مجرد مواعيد وهمية، وهي أقرب إلى كمين مكّن السلطات من ضمان وجود هؤلاء داخل المملكة».
وتابعت الصحيفة: «وفي وقت لاحق، تبين أنه تم نقل جميع المطلوبين إلى المجمع الفندقي الراقي ريتز كارلتون، قبل أن تطوّقه قوة خاصة من الحرس الأميري التابع لولي العهد، ومُنِحت إجازات لعدد كبير من موظفي الفندق، ليتولى رجال الأمن المهمات اللوجستية، وتعلن إدارة الفندق أنه محجوز حتى نهاية الشهر».
وكانت إدارة الفندق قد أجرت عملية إخلاء لنزلائها، ووضعت منشوراً قدّمت فيه اعتذاراً أرجعت فيه الخطوة إلى طلب من الجهات العليا، وأنه لن يتم تمديد أي طلبات للبقاء بسبب إجراءات أمنية مشددة.
وقال مغردون على «تويتر»، إن عملية إخلاء الفندق من النزلاء بدأت من الساعة 11 ظهرا، أي قبل صدور الأوامر الملكية المتعلقة بإنشاء لجنة عليا للتحقيق في قضايا الفساد بعشر ساعات، وقبل موجة الاعتقالات، التي تمت بناءً على أمر إنشاء تلك اللجنة.
وفي اليوم التالي لعملية الاعتقالات، أعلن عن تحطم طائرة خاصة كانت تحمل نائب أمير عسير، الأمير «منصور بن مقرن»، وسط تقارير متداولة تفيد بأن الطائرة تم إسقاطها عمدا، الأحد الماضي.
ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، العبرية، فإن «مقاتلة سعودية هي من أسقطت طائرة أقلت نائب أمير منطقة عسير، منصور بن مقرن بعد اقترابها من الحدود مع اليمن خلال محاولته الهرب بالتزامن مع انطلاق حملة مكافحة الفساد التي طالت أمراء ووزراء حاليين وسابقين».
وفي وقت سابق حصل «الخليج الجديد» على إفادات من مصادر خاصة، تشير إلى أن الأمير «منصور بن مقرن» كان معارضا لتوريث حكم المملكة لولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وأنه قام مؤخرا، بإرسالة رسالة إلى نحو ألف أمير من شباب الأسرة الحاكمة يدعوهم لاتخاذ خطوة ضد توريث «بن سلمان»، مشيرا إلى أن الأمراء الكبار لا يعول عليهم، ومن ثم يجب على شباب الأسرة التحرك.
ويتصدر قائمة المعتقلين، الأمير «متعب بن عبدالله» وزير الحرس الوطني المقال، ونائب وزير الدفاع وقائد البحرية السابق الأمير «فهد بن عبدالله بن محمد»، والأمير «ناصر بن تركي» رئيس هيئة الأرصاد، والأمير «تركي بن عبدالله»، أمير منطقة الرياض سابقا، والملياردير الأمير «الوليد بن طلال»، العضو البارز في العائلة المالكة وأحد أغنى الرجال في العالم.
وطالت الحملة أيضا رئيس الديوان الملكي السابق «خالد التويجري»، ووزير المالية السابق «إبراهيم العساف»، ورجل الأعمال الشهير «صالح كامل»، والمقاول المعروف «بكر بن لادن»، ووزير الاقتصاد المقال «عادل فقيه»، ورئيس الخطوط السعودية السابق «خالد الملحم»، وكذلك محافظ هيئة الاستثمار السابق «عمرو الدباغ».
وقد نفذت اعتقالات السبت بتوجيهات من وكالة مكافحة الفساد المنشأة حديثا برئاسة ولي العهد، وشكلت الوكالة بموجب مرسوم صادر عن الملك «سلمان» منحها سلطة موسعة في قضايا الفساد المالي المحتملة بما يشمل إصدار مذكرات توقيف وفرض قيود على السفر وتجميد الأصول.