أحمد شوقي- خاص راصد الخليج-

محمد بن سلمان، هذا الأمير الشاب الذي تصدر عناوين الأخبار وتقارير كبريات الصحف وخاصة الاسرائيلية، تكتسب اخباره اهميتها من سرعة ايقاع التحولات التي يقف وراءها وكذلك من سلسلة النتائج الحادة والكارثية للملفات التي يمسك بها ويتدخل في تسييرها.

رصاصة القاضي!

وهناك تعريف ساقه سايمون هندرسون"زميل "بيكر" ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن

والذي نراه من اهم الكتاب المطلعين على الداخل السعودي ولا بد وان تؤخذ كتاباته بتدقيق وعناية وقراءة ما بين سطورها.

يقول هندرسون: خلافاً لأبناء الملك سلمان الآخرين، وأحدهم حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، لم يتم إرسال محمد بن سلمان للدراسة في الخارج.

 كما أن الأمير بن سلمان البالغ من العمر 31 عاماً (32 حاليا)، يرتدي الصنادل بدلاً من أحذية "غوتشي" التي يفضّلها بعض أبناء عمومته، ولا يتكلم الانجليزية بطلاقة. ويُقال إنه يسمح بتحدي وجهات نظره - ولكنه لا يغيّرها.

 وقد تكون قساوته أكبر مصادر قوته، أو نقاط ضعفه. وهناك اقتناع راسخ بالحكاية المتعلقة بـ "قصة الرصاصة". وكما قيل لكاتب هذه المقالة (سايمون هندرسون)

 من قبل أحد أبناء عمومة ولي العهد، بأن محمد بن سلمان كان قد سعى، بعد مغادرته جامعة الرياض، إلى تأسيس نفسه في مجال الأعمال التجارية. وفي مرحلة ما، كان في حاجة إلى قاضي للتوقيع على إحدى الصفقات. وعندما رفض القاضي القيام بذلك، أخرج محمد بن سلمان رصاصة من جيبه، وأخبره بأن عليه التوقيع. ونفذ القاضي الطلب لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله، الذي أبعد محمد بن سلمان من بلاطه لعدة أشهر".

والمعلومات المتداولة عنه تقول:

ولد محمد بن سلمان في 31 آب / أغسطس 1985، وهو الابن البكر للزوجة الثالثة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الفهدية بنت فلاح بن سلطان

أصغر وزير دفاع في العالم

بعد حصوله على درجة البكالوريوس في القانون في جامعة الملك سعود في العاصمة الرياض، عمل لعدة هيئات حكومية. في عام 2009، تم تعيينه مستشارا خاصا لأبيه، الذي كان حاكما للرياض في ذلك الوقت.

بدأ محمد بن سلمان في السلطة في عام 2013، عندما تم تعيينه رئيسا لمحكمة ولي العهد، برتبة وزير. في العام السابق، تم تعيين سلمان ولي العهد بعد وفاة نايف بن عبد العزيز - والد محمد بن نايف.

وكان أحد أعمال محمد بن سلمان الأولى كوزير للدفاع هو شن حملة عسكرية في اليمن في مارس / آذار 2015 مع دول عربية أخرى .

تناقضات

مما يقال عن الرجل في سبيل التعجب والنقد، ان هناك انتقادات وجهت لابن سلمان على نطاق واسع لشراء "اليخوت الفاخرة" في حين دفع داخليا الى تدابير التقشف الصارمة في المملكة العربية السعودية.

فقد اشترى بن سلمان اليخت 440 قدم من الملياردير الروسي يوري شيفلر بينما كان يقيم في جنوب فرنسا في أكتوبر 2016، وخلال تلك الفترة نفسها، قام بن سلمان بتجميد العقود الحكومية وخفض الإنفاق الرأسمالي السعودي بنسبة 71 في المائة.

بن سلمان بعيون اسرائيلية

تقول هارتس، حتى الآن، كان محمد بن سلمان أخبارا جيدة لإسرائيل والولايات المتحدة، حيث أن مواقفه المناهضة لإيران تجعله شريكا هاما - وليس فقط في الكفاح ضد إيران.

بن سلمان يوافق مع أمريكا على ضرورة إحباط النفوذ الروسي في المنطقة؛ لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. والعمل بشكل حازم ضد داعش والمنظمات الراديكالية الأخرى، من جماعة الإخوان المسلمين إلى حزب الله.

وخلال العامين الماضيين، ذكرت عدة مواقع عربية أن بن سلمان التقى أيضا مع كبار الإسرائيليين .

ووفقا لهذه التقارير، عقد أحد هذه الاجتماعات في إيلات في عام 2015؛ وآخر على هامش القمة العربية في الأردن في آذار / مارس الماضي، وهناك اجتماعات منتظمة بين الضباط السعوديين والإسرائيليين في غرفة الحرب المشتركة حيث تنسق الأردن والسعودية والولايات المتحدة.

ما هو غير معروف حتى الآن هو إلى أي مدى يستطيع بن سلمان، وربما يرغب في دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كجزء من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما إذا كان يستطيع أن يحول العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

ملخص لمسيرته حتى الان

وكما بدأنا مع سايمون هندرسون فنختم هذا البورتريه لابن سلمان به ايضا:

وقد أشار الباحث إلى أنه في اجتماع لـ«أوبك» عقد في الدوحة في يونيو/حزيران 2016، اقترح وزير النفط (السابق) «علي النعيمي»، الذي يشغل منصبه منذ فترة طويلة، تجميد الإنتاج ولكنه في اللحظة الأخيرة واجه عدة عوائق من «بن سلمان»، الذي يبدو أنه اعتبر أن في الأمر الكثير من التنازل لصالح إيران، وبعد بضعة أيام تمت إقالة «النعيمي»، الأمر الذي وضع حدا بشكل غير ملائم لمسيرة مهنية امتدت عشرات السنين لشخص عرف بكونه صوت الحكمة في سوق النفط.

وخلال الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول فقط، برز انحراف آخر في المنهجيات المتبعة في المملكة، فقد تم خفض رواتب الوزراء السعوديين بنسبة 20% وتم اقتطاع البدلات المقدمة لأعضاء مجلس الشورى، وعلى الرغم من أن هذه الخطوات تحمل اسم العاهل السعودي، إلا أن بصمات «بن سلمان» بادية عليها.

اذا هو الشاب الذي هو في الواقع رجل التواصل الرئيسي بين بلاده والبيت الأبيض تحت رئاسة ترامب، فضلاً عن كونه مهندس الحرب في اليمن التي وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمير الرئيسي في السعودية الذي يعمل على (استعادة) جزيرتين في البحر الأحمر من مصر، والرجل المتشدد في الخصام الحالي لدول الخليج مع قطر.