وكالات-
تناولت صحيفة «الغارديان» البريطانية في افتتاحيتها الأربعاء حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات السعودية خلال الأيام الماضية ضد عدد كبير من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال.
وقالت إن سلسلة الاعتقالات التى لم يسبق لها مثيل فى نهاية الأسبوع وضعت الأمراء والوزراء السابقين والقوى خلف القضبان المذهبة فى فندق من فئة الخمس نجوم، واصفة ما حدث بالانقلاب البطيء.
واعتبرت أن هناك شخصا واحدا فقط يدير المملكة العربية السعودية هو ولي العهد «محمد بن سلمان»، وأنه إذا صعد الشاب البالغ من العمر 33 عاما يكون بذلك قد كسر قبضة كبار السن السعوديين على الدولة.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن ولي العهد، والمعروف باسم Mbs هو شاب، عديم الخبرة، ورجل محارب، وسياسته الخارجية المضللة، التي تراجعت بشكل هائل في اليمن وسوريا وقطر، هي شهادة على التسرع في اتخاذ القرار، وهو يسعى الآن إلى التشويش على التوازن الدقيق للقوى في لبنان، في إشارة للتطورات الأخيرة أبرزها إعلان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» استقالته من الرياض.
وأشارت إلى أنه بالنسبة لأعداء «بن سلمان»، كما هو الحال مع ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، فهم جماعة «الإخوان المسلمين» وإيران.
وفي المقابل، قالت الصحيفة إنه يبدو أن أفضل صديق له على الصعيد الدولي هو الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الذي أخذ وقتا من جولته في آسيا ليمتدح تصرفات «بن سلمان» ليضمن إدراج الولايات المتحدة في شركة النفط الوطنية السعودية.
لكن «بن سلمان» أثبت أنه لا يرحم حيث يسعى إلى إسكات أولئك الذين يختلفون معه، ففي نفس الوقت الذي حرم فيه المواطنين من الحقوق المدنية، أعطى للمرأة الحق في القيادة، فولي العهد يعطي قليلا، ولكن يأخذ الكثير، وفقا للصحيفة.
ويبدو أن الاعتقالات الأخيرة تتسم بالشفافية السياسية، حيث تم تكليف ولي العهد بتشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد تتمتع بسلطات اعتقال ومصادرة ممتلكات تم الحصول عليها بشكل فاسد.
وألمحت الصحيفة إلى أن السعودية، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، تحتل المرتبة الأخيرة في العالم من أجل شفافية الموازنة، ولا أحد يعرف بالضبط كم من المال تنفقه الدولة.
وأوضحت أن الدائرة الداخلية للعائلة المالكة متهمة باختلاس مبالغ ضخمة من الأموال العامة، وقالت إن فرع «سلمان من آل سعود» يعيش في ترف، فقد أنفق الملك 100 مليون دولار على عطلته في المغرب وابنه اشترى يختا ب500 مليون دولار.
واختتمت الافتتاحية بالقول إنه سيكون من الأفضل أن يكون لدى البلد سياسة أكثر استجابة واقتصاد ديناميكي متحرر من اعتماده على النفط، لكن ولي العهد لم يظهر بعد أنه جاد في الحصول على هذه الأشياء بدلا من تعزيز صعوده إلى الأعلى.