الخليج اونلاين-
أعادت حملة الاعتقالات التي قادها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مؤخراً، ظهور "مجتهد" صاحب التسريبات المهمة والحساسة، والذي ينشط على موقع "تويتر" كاشفاً- مثلما جرت العادة- أسراراً محصورة داخل الغرف السعودية المغلقة التي تصدر منها القرارات المهمة، ومحللاً الأحداث، ومعطياً قراءاته التي تثير الاهتمام، لا سيما أنه قد تحقق جزء منها وكان حقيقياً.
مجتهد في تعليقاته حول الاعتقالات التي طالت عشرات من أمراء ووزراء وأصحاب رؤوس أموال كبار، ذكر الأسباب التي تقف وراء حملة بن سلمان، والخطوات اللاحقة التي سيتخذها في حال نجحت خطوته الأولى.
وقال إن الحملة في حال مرت دون مشاكل "فالخطوة التالية إقالة عدد من أمراء المناطق؛ منهم أمير تبوك ومكة والشرقية والرياض وتعيين خواصِّ ابن سلمان".
مجتهد أكد أن الحملة لا تتعلق بالفساد في حقيقتها، لكن يريد بن سلمان من ورائها تحقيق هدفين.
وأضاف أن الهدف الأول هو "الاستيلاء على أكبر كمية من المال للاستحواذ عليها له شخصياً، من خلال صندوق الاستثمارات العامة ومشاريع شركة نسما، والفتات للميزانية".
والهدف الثاني يتمثل في أن بن سلمان يسعى إلى "استخدام محاربة الفساد مبرراً لإرهابهم وغيرهم ممن قد يتمردون عليه، ولو بالكلام، ويتحقق بذلك إزالة العقبات أمام وصوله للملك".
وأوضح: "أما الهدف الأول فقد كان يفكر فيه منذ تولى والده الحكم، وكان يردد في مجالسه الخاصة أنه سيكون أغنى رجل في التاريخ وسوف يصبح أول "تريليونير"، كاشفاً أنه كان يتوعد بأن يحطم مقياس "غينيس" بأرقام الثراء.
مجتهد يستمر في التغريد من خلال حسابه الخاص، وهو يكشف الكثير من الأسرار، التي تتعلق بقرارات ولي العهد السعودي، وشنه حملة عدائية ضد قطر، وعلاقاته مع الإدارة الأمريكية ودعم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية له.
وتشير تغريدات "مجتهد" إلى اطلاعه على أسرار مصدرها الأسرة الحاكمة في السعودية، وهو ما جعل حسابه ينال متابعة كبيرة قاربت مليوني متابع.
تواتر الأحداث التي صدقت توقعات "مجتهد" بشأنها خلال الفترات الماضية، عززت من مصداقية ما يدلي به من تسريبات، وزادت التساؤلات حول هوية صاحب الحساب الذي أضحى أشبه بموقع "ويكيليكس" الشهير بالتسريبات.
من هو مجتهد؟
نحو سبعة أعوام مرت على إنشاء حساب "مجتهد" لكن حتى اليوم لا تعرف الهوية الحقيقية لصاحب الحساب، ومعظم التخمينات تدور حول شخصيتين رئيسيتين هما المعارض السعودي في لندن سعد الفقيه، وأحد الأمراء الذي ترجح التخمينات أنه شخص ذو "خلفية إسلامية".
بدأ حساب "مجتهد" في التغريد يوم 21 يوليو من عام 2011، ويتابعه حالياً نحو 1.97 مليون، معظمهم من السعوديين.
وسبق أن كشف وثائق ومعلومات "دقيقة وحساسة" في حسابه عن الفساد المالي والإداري، بل حتى المعلومات الشخصية وكيفية إدارة الدولة من قبل القيادات المتنفذة فيها.
في مارس 2015، تواصلت "بي بي سي" مع المدون السعودي عبر حسابه "مجتهد"، وقالت إنه فضل أن تظل هويته ومكانه غير معلومين.
وتحدث "مجتهد" حول طريقة حصوله على المعلومات التي ينشرها عبر تويتر، فذكر أنه في البدء كان يعتمد على مصادره الخاصة، ثم بنى شبكة من المهتمين بمستقبل البلاد لتسريب الوثائق التي تصل إليهم، "لدي مصادري في العائلة المالكة، والبلاط الملكي، وكل المحافظات، وفي الجيش، والشرطة، والمخابرات، وحتى الهيئة الدينية".
مجتهد يقول رداً على سؤال يتعلق بامتلاكه أدلة تثبت ما يطلقه من اتهامات: "لا أتوسل للمتابعين ليثقوا بي؛ كل ما أنشره يحدث في الحقيقة، وأحياناً تكون لدي مستندات. هكذا بنيت مصداقيتي".
وأضاف مبيناً غايته من نشر التسريبات: "أحاول كشف الفساد، والظلم، والنفاق. يستخدم النشطاء المعلومات التي أقدمها لإقناع الناس بالتحرك من أجل الإصلاح. كما أستخدم مصداقيتي وعدد المتابعين لإعادة نشر أية أنشطة إيجابية يقوم بها هؤلاء المجددون".
مجتهد نفى أن يكون قريباً من شخصيات من العائلة المالكة، ودعمهم، في مقابل الوقوف بالضد من آخرين، حيث تتعلق أغلب تسريباته بالعائلة المالكة، مبيناً: "أنا لا أركز على أحد من العائلة المالكة، وانتقدت أفرادها على اختلافهم".
ونفى أيضاً أن يكون مرتبطاً بجهة سياسية، ومن بينها "الإخوان المسلمون". وتابع: "يعلم المتابعون أنني أهدف إلى كشف الفساد والنفاق في السلطة السعودية، خاصة في العائلة المالكة، ومن المؤكد أنكم تلاحظون أن هواي واعتقادي إسلامي، لكن ما أقدمه لا علاقة له بالإخوان المسلمين".
وأكد "مجتهد" أنه ينتقد السلطة الدينية، مبيناً في الوقت ذاته: "أعتبرهم جزءاً من النفاق وتغييب المواطنين".
وحول كشف هويته يقول مجتهد "أنا لا أخاف، ليس لأنني اتخذت احتياطاتي، ولكن لأنني واثق من أن السلطات تعرفت علي، لكنهم لا يريدون الكشف عن هويتي خشية حدوث فضيحة".