نيويورك تايمز-
حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحية خاصة من التحركات السعودية في الشرق الأوسط مؤخرا. وقالت الصحيفة أننا «إذا نظرنا لتحديات السياسة الخارجية، نجد قائدا شرق أوسطي يقوم بلعبة مذهلة للسلطة لتدعيم قبضته الداخلية، عبر القيام باعتقالات جماعية دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، مع تثبيت الموالين في الوزارات الرئيسية. ويرفع من حدة نبرة انتقاد المنافس الإقليمي، ويتهمه بإعلان الحرب. ويزوره زعيم آخر من زعماء الشرق الأوسط فجأة، ولا يعود إلى دياره».
وعلقت الصحيفة منتقدة هذه التحركات بالقول إنه «إذا كان كل هذا يحدث في إيران، فمن المرجح أن الرئيس ترامب والكونغرس ومجموعة من الأصوات الأخرى كانت لتعبر عن غضبها». وفي الواقع، يلخص السيناريو المذكورما حدث في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، تحت قيادة ولي العهد «محمد بن سلمان». وقد عبر «ترامب» عن دعمه لهذه التحركات، وقال: «لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية، وهم يعرفون بالضبط ما يفعلونه».
وهناك فرق كبير، بالطبع، بين المملكة وإيران. فالأولى حليفة لأمريكا، والأخيرة خصم لدود. ولكن -وفق الصحيفة- لم يسبق أن كان من بين الممارسات الأمريكية منح الحلفاء ضوءا أخضر مجانيا في زعزعة استقرار المنطقة. وحذرت «نيويورك تايمز» من أن السياسات السعودية، المحلية منها والأجنبية، أصبحت عدوانية على نحو متزايد، في عهد ولي العهد الشاب. وبالإضافة إلى لعبة السلطة الجارية، فقد صعد من التدخل السعودي في اليمن. وواصل مقاطعة قطر، وهي حليف أمريكي آخر ظاهريا. وأدلى ببيانات تحريضية ضد إيران. واستقال رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» قبل أسبوع من العاصمة السعودية، الرياض، في ظل ظروف لا تزال غامضة.
ويقول «ترامب» أنه لا توجد مشكلة، وكان قد أوضح في وقت مبكر أنه سوف يقف في صف المملكة وحلفائها السنة ضد إيران الشيعية. ولكن هناك مشكلة، فدعم «ترامب» غير المشروط لسلوك الأمير يثير المخاوف من اندلاع حرب مع إيران، ما يعني تقويض المصالح الأمريكية، وفق الصحيفة.
وتختتم «نيويورك تايمز» بالإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، «ريكس تيلرسون»، ذلك، حتى لو لم يكن رئيسه كذلك. ويوم الجمعة، أكد تيلرسون مجددا على استقلال لبنان، وأشاد بـ«الحريري»، وحذر من استخدام لبنان كساحة للصراعات بالوكالة. وكانت كلماته موجهة، وإن كانت غير مباشرة، إلى السعودية. وكذلك لرئيسه في المكتب البيضاوي.