سي إن بي سي- ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين-
على الرغم من أن البعض ما زال يرى أن الإجراءات التي اتخذها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ضد من يصفهم بـ "الفاسدين"، ستقلّل من نسبة الفساد في المملكة؛ فإن آخرين يرون أن الأمير الشاب "يخلق مملكة الخوف" عبر تلك الإجراءات، خاصة أنها لا تخضع للقضاء، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
الشبكة الأمريكية قالت إن إقدام السلطات السعودية على تجريد العشرات من النخب السعودية من أموالهم، في إطار حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد، في الرابع من نوفمبر الجاري، تبدو وكأنها مصمّمة لأبعد من قضايا الفساد التي أعلن عنها، مضيفة أنها تأتي أيضاً ضمن مساعي بن سلمان لتثبيت أركان حكمه، في ظل أنباء عن قرب تسلّمه العرش خلفاً لوالده الملك سلمان.
وفي هذا الصدد، يقول أيهم كامل، رئيس الاستثمارات في مجموعة أوراسيا: إن "حملة التطهير التي قام بها بن سلمان ضد الفاسدين سوف تمنحه مزيداً من النفوذ، ومن ثم ستسمح له بتطبيق رؤيته 2030 وخطته نحو التحوّل وتغيير هيكلة المملكة السعودية".
صحيفة "الفايننشال تايمز" اللندنية، ذكرت الجمعة، أن المسؤولين السعوديين المحتجزين "تمّت مقايضتهم بالتخلّي عن 70% من ثرواتهم مقابل الإفراج عنهم"، لافتة إلى أن من بين الذين شملتهم الاعقتالات مؤخراً عسكريين ومسؤولين ورجال أعمال.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن نطاق الحملة ضد الفساد اتسع ليشمل شخصيات أخرى.
مشكلة الفساد في السعودية مشكلة قديمة ومترسّخة في هذا النظام، لكن ملاحقة النخب المتورّطة به جديدة، وهي طريق طويلة وصعبة، ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، بحسب كامل.
ويضيف كامل: "البديل كما يراه محمد بن سلمان هو معاقبة الأفراد المتورّطين بالفساد ومصادرة أموالهم، ومن ثم زيادة موارد المملكة".
من جهتها ترى كروفت حليمة، الرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع الأساسية في أسواق المال، أن السعودية "بحاجة الآن لإقناع المستثمرين بأن ذلك أمر يحدث، وأن جميع الأمور تسير على ما يرام".
وتضيف حليمة: "التحدّي أيضاً يكمن في كيفية إقناع الشباب السعودي بأن تلك الحملة ستؤتي ثمارها وتنعكس إيجاباً على حياتهم الاجتماعية، وجعل حياة الشعب السعودي أفضل".
وتابعت: "إن بعض التحسينات التي يمكن أن نراها الآن تتمثل في محاولة للإيحاء بأن هناك فرصاً اقتصادية أكبر، وأن هناك حرية تمثّلت في بعض الحفلات الموسيقية البسيطة".
في المقابل، يرى سيمون هندرسون، مدير برنامج سياسة الخليج والطاقة في معهد واشنطن، أن بن سلمان "يسعى لعمل إصلاحات في السعودية، ولكنه في نفس الوقت يخلق مملكة الخوف".
إن الجميع، كما يقول هندرسون، "سيكون حذراً من القيام بأي أعمال تجارية في الوقت الحالي. وعلى الرغم من كل شيء، يبدو أن ما عمله بن سلمان سيظهر وكأنه أمر جيد".
وتابع هندرسون: "لكن إن استمرّ فإنه يحتاج أن يلمس الناس نتائج إيجابية. الاختبار الحقيقي هو في شهية المستثمرين الأجانب".
وختم مدير برنامج سياسة الخليج والطاقة، بالتساؤل: "هل سيكون السوق مفتوحاً لمواصلة القيام بأعمال تجارية في السعودية؟".