واشنطن بوست- ترجمة منال حميد-
وصفت افتتاحية صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه "أمير النفاق".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير دشن عهداً جديداً في السعودية بانقلابه على التقاليد الراسخة هناك؛ حيث سمح للمرأة بقيادة السيارة وسمح بافتتاح دور السينما، وفرض التقشف على الميزانية، وقام بحملة لمكافحة الفساد، وأعلن عن خطط لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط.
لكن في المقابل اشترى قصراً فاخراً في فرنسا بقيمة 300 مليون دولار قرب فرساي، وأيضاً اشترى يختاً من تاجر روسي بقيمة 550 مليون دولار، بالإضافة إلى لوحة للفنان ليوناردو دافنشي بقيمة 450 مليون دولار تعد الأغلى في العالم.
وتضيف الصحيفة: إنه "من المؤكد أن حملة مكافحة الفساد، التي شملت اعتقال 150 من أغنى رجال الأعمال والأمراء والمسؤولين واحتجازهم في فندق الريتز كارلتون، كانت أكثر من حملة لمكافحة الفساد؛ فهي كانت عملية للاستيلاء على السلطة، وإن كان الفساد يمثل مشكلة حقيقية في السعودية".
يحاول محمد بن سلمان أن يساوم الأغنياء الذين يحتجزهم عبر تنازلهم عن مليارات من الدولارات مقابل الإفراج عنهم، "وهذا أسلوب لنظام اسبتدادي وليس لدولة يسودها القانون"، بحسب الصحيفة.
وتقول: "إذا كان محمد بن سلمان مهتم حقاً بإثبات نفسه كقيادة مستنيرة وحديثة، فإنه ينبغي له أولاً أن يفتح أبواب السجن ويفرج عن العشرات من المعتقلين الذين سجنوا في عهد أسلافه، لا سيما من الكتاب الذين انتقدوا التعصب الديني المتشدد في السعودية، بدلاً من ذلك قام محمد بن سلمان بشن حملة على رجال الدين من أصحاب النفوذ وأيضاً النشطاء والصحفيين والكتاب بتهم ما زالت غامضة، غلفها بعبارة تعريض الأمن الوطني للخطر".
إن السماح لهذه الأصوات بأن تقول رأيها بحرية هو الإسهام الحقيقي في خلق السعودية الجديدة التي يتحدث عنها بن سلمان، "فهو عليه أيضاً أن يصدر عفواً فورياً عن المدون رائف بدوي الذي يقضي حكماً بالسجن لمدة عشرة سنوات، دون أن يكون له تهمة سوى إهانة رجال الدين يوم أن كتب أنه يتوق إلى مجتمع سعودي أكثر تحرراً، الليبرالية ببساطة أن تعيش وتدع غيرك يعيش".
وتتابع الواشنطن بوست: "فتح باب الزنزانة والإفراج عن رائف أفضل رسالة بأن السعودية تتغير، وأفضل من شراء اليخوت الفاخرة والقصور في فرنسا".