العربي الجديد-
قال رئيس هيئة الرياضة السعودية «تركي آل الشيخ»، بأمر من ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان»، رئيس اتحاد الرياضة البحريّة الأمير «عبدالله بن سعود»، وسط أنباء عن اعتقاله وإيداعه «سجن الحائر» بالعاصمة الرياض.
وعُين الأمير «بن سعود»، في منصبه، قبل ثلاثة أشهر، إلا أن مصادر مطلعة قالت إن «بن سلمان» غضب عليه بعد أن كذب الرواية الرسمية بشأن اعتقال 11 أميرا احتجوا قبل أيام أمام قصر الحكم بالرياض، حسب صحيفة «العربي الجديد».
وانتشر مساء الإثنين، تسجيل صوتي، كذب من خلاله الأمير «بن سعود»، رواية الدولة التي ساقها النائب العام، «سعود بن عبدالله المعجب»؛ حيث زعم الأخير أن الأمراء المعنيين تجمهروا أمام قصر الحكم في الرياض بسبب فرض فواتير الكهرباء والماء عليهم، وبسبب تنفيذ القصاص بحق أحد الأمراء، وهي الرواية التي لم يستسغها الشارع السعودي.
وفي التسجيل الذي حمل اسم «النقاط على الحروف»، أعلن الأمير «بن سعود» وقوفه إلى جانب أبناء عمومته، الذين لجئوا لقصر الحكم في الرياض؛ اعتراضاً على حملة الاعتقالات التي طالت العشرات من الأمراء بأوامر من «بن سلمان».
وذهب الأمير المقال، في تسجيله الصوتي، إلى أن ما تدعيه الدولة «باطل وغير صحيح»؛ ما أثار غضب «بن سلمان»، حسب المصادر.
وتُعد خطوة الأمير «بن سعود» بتسجيل مقطع صوتي يكذب فيه رواية السلطات السعودية بمثابة تحدٍ لها، لا سيما أن الدولة ترفض مناقشة هذه الأمور إعلامياً، وحصر تلك الأخبار بما تصدره الدولة من بيانات؛ الشيء الذي سارت على نهجه مع المعتقلين من الأمراء والمسؤولين السابقين والحاليين ضمن ما عرف بـ«حملة مكافحة الفساد»، التي انطلقت أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
ويُرجح أن يستمر «بن سلمان» في حملة الاعتقالات التي تطاول رموزاً من الأسرة الحاكمة مع تنامي حالة الغضب بين أفرادها لتفرّد الأمير بالقرار، وتحجيمه دور الأمراء الآخرين، في سعيه نحو العرش، وهو الأمر الذي يقابل بمعارضة خفيّة بين أفراد الأسرة لتخطيه أبناء الملك «عبدالعزيز»، الأحق بتولي العرش.
كان الأمير «بن سلمان» أمر بتسليط الضوء على كتيبة «السيف الأجرب»، أخيراً، في تهديد ضمني لبقية أفراد الأسرة المعارضين له.
وفي وقت سابق، قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، إن هؤلاء الأمراء، اعترضوا على حملة الاعتقالات التي طالت أقاربهم من الأمراء وتغييب ولي العهد السابق «محمد بن نايف»، وليس بسبب الفواتير.
وقال في تغريدة له عبر «تويتر»: «محمد بن سلمان أدرك أن هذه بداية تمرد داخل العائلة فعمد إلى اختلاق سبب يطرب له الناس، فقام دليم (المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني)، بتكليف (سبق) بنشر هذه الأكذوبة».
وحسب متابعين، تعيش الأسرة الحاكمة في السعودية على وقع خلافات غير مسبوقة؛ بسبب محاولة «بن سلمان» التخلص من كل رافضي انتقال السلطة إليه.