مصر العربية-
أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرا، عن إطلاقها لحزمة من الإصلاحات المتعلقة بالمرأة مثل السماح لها بقيادة السيارة، وحضور مباريات كرة القدم وغيرها. وهي التطورات التي تبدو «جذرية»، إلا أنه وفقا لنشطاء من المملكة ليست إلا مجرد «حبر على ورق».
وفي حوار مع مجلة «شتيرن» الألمانية"، رأت الناشطة السعودية «خلود بارعيدا» أن التغييرات التي أعلن عنها ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» حول تحسين أوضاع المرأة ضمن رؤية المملكة 2030، إنما هي في واقع الأمر مجرد تغييرات صورية لا تتجاوز كونها «حبر على ورق».
وتعمل «خلود بارعيدا»، التى تدعو لإسقاط الولاية عن المرأة السعودية، من أجل قضايا حقوق النساء في بلدها. وعانت من تجربة الجلد والسجن، وسجلت مشاهداتها عن أوضاع النساء في السجون في كتاب صدر باللغتين الألمانية والعربية.
وتقدمت «خلود» لاحقا بطلب اللجوء في ألمانيا بعد أن صرحت أن حياتها في بلدها مهددة بالخطر، إثر إعلانها ارتدادها عن الإسلام.
وسردت «خلود بارعيدا» أسباب دخولها السجن داخل السعودية، بعدأن شاركت قبل 12 عاما في حفل شبابى مختلط فى «جدة»، وأثناء الحفل اقتحمت هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الحفل وألقت القبض على جميع الحضور.
وتابعت: «كنت على بينة من أن ذلك محظورا، ولكن المملكة السعودية كانت ومازالت بلد متناقض جدا. فدائما ما تقام الحفلات الصاخبة فى السفارات والقنصليات الأجنبية، ولدى الطبقات العليا السعودية المقربة للبيت الملكي، بينما يتم حبس الأناس العاديين، إذا فعلوا ذلك».
ومضت تقول: «لقد انتابتنى فكرة أنه تم اختطافنا، ما زلت لا أدرك السبب الحقيقى وراء قدوم الشرطة إلينا. ولكن بعد أن اقتحموا الحفل، اعتقدت أنهم إرهابيون ذو لحي طويلة»، على حد قولها.
وكانت «خلود» تبلغ من العمر آنذاك 19 عاما، حينما حكم عليها بالسجن الذي وصفته بشديد القسوة، رغم أنه جرى تخفيفه لاحقا.
وأضافت للصحيفة الألمانية: «لقد كنت أتوقع الحبس لمدة نصف عام أو عام على حد أقصى، ولكن عقوبة الحبس عدة أعوام سببت لى صدمة كبيرة».
ونوهت الناشطة أنها لم تبد أي ندم أمام القاضى، وقالت له إنها لم تذنب، مما أثار حفيظته وتسبب في تغليظ العقوبة.
وردا على سؤال حول نقلها إلى دار الفتيات بمكة المكرمة، وووضعها فى حبس انفرادى، أجابت: «كنت محبطة، واضربت عن الطعام، كنت فى كابوس، ولكن لحسن الحظ تم نقل فتاة أخرى إلى محبسي».
وحول عقوبة الجلد تحدثت قائلة: «شعرت بالذل التام، بالإضافة إلى ما وقع بى من أضرار جسدية ونفسية، ولكن الأضرار النفسية أكبر بكثير، فكل جلدة يشهدها ثلاثة رجال من كبار السن، ولا يسمح لى بالصراخ، وإلا سيعاد الجلد من البداية».
وأشارت إلى أن حفظها للقرآن في ذلك الوقت تسبب في تقليص العقوبة.
ولفتت المجلة الألمانية إلى أن معاملة بعض الحارسات مع الناشطة السعودية كانت «سيئة للغاية». وأضافت الناشطة السعودية حول ذلك: «شاهدت فى السجن فتيات اخريات، تم حبسهن لسنوات عديدة، دون أمل العودة إلى ديارهن، وأخريات فكرن فى الانتحار».
وأردفت: «شعرت بالذنب لأننى سببت الضرر لعائلتى، ولأننى كنت لا أصلى بشكل كاف».
وحول قرارها حفظ القرآن قالت: «تم هذا مباشرة بعد اعلان الحكم على بالسجن، وبالتحديد عندما كنت فى الطريق الى محبسى بمكة، قال لى أحد رجال الشرطة: اقرأى العديد من السور القرآنية وتعلمى، فهذا سبيلك الوحيد لتخفيف العقوبة عليك، وبعد خمسة أيام منذ وصولى محبسى الانفرادى، قلت لنفسى، إن حفظ القرآن هو هدفى، وبالفعل حفظته».
وردا على سؤال إذا ما كان ولي العهد محمد بن سلمان سيغير فعلا من وضع المرأة، أجابت قائلة: «لن يفعل ذلك»، معتبرة الإصلاحات التي يتم الإعلان عنها ما هي إلا ترويج و«بروباجاندا».